وافق بنك التصدير والاستيراد الصيني (Chexim) في سبتمبر 2023 على توفير قرض جديد بقيمة 400 مليون دولار للحكومة المصرية من أجل تمويل أعمال المرحلة الثالثة من مشروع القطار الكهربائي الخفيف “LRT“.
أولاً: مضمون المشروع//بنية تحتية//:
يعد هذا القرض خطوة مهمة في تمويل المرحلة الثالثة من المشروع، والتي تمتد لمسافة 20.4 كيلو متر، وسيُقام عليها 4 محطات. ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من أعمال هذه المرحلة في عام 2025.
يمتد مشروع القطار الكهربائي الخفيف في مصر لمسافة إجمالية تبلغ 105 كيلو متر، ويضم 19 محطة، وقد تم افتتاح مرحلته الأولى والثانية في يوليو 2022، والتي تمتد لمسافة 70 كيلو متر، وتشمل 12 محطة.
يُعد مشروع القطار الكهربائي الخفيف أحد المشروعات الكبرى التي تنفذها الحكومة المصرية في مجال النقل، حيث يهدف إلى تحسين حركة النقل في العاصمة المصرية القاهرة، وربطها بالمجتمعات العمرانية والصناعية المقامة بمناطق شرق العاصمة.
ثانياً: الأهمية الاقتصادية للمشروع:
يُعد مشروع القطار الكهربائي الخفيف أحد المشروعات القومية الكبرى التي تنفذها الحكومة المصرية، ويهدف إلى تحسين حركة النقل في القاهرة الكبرى، وربطها بالمجتمعات العمرانية الجديدة. ومن المتوقع أن يسهم المشروع في تحقيق العديد من الفوائد الاقتصادية، منها:
- زيادة الطاقة الاستيعابية لحركة النقل في القاهرة الكبرى: تُقدر الطاقة الاستيعابية للمشروع بنحو 700 ألف راكب يوميًا، مما سيساعد على تخفيف الازدحام المروري في العاصمة.
- دعم التنمية الاقتصادية: سيساعد المشروع على ربط المناطق الصناعية والتجارية الجديدة في القاهرة الكبرى ببعضها البعض، مما سيساهم في دعم التنمية الاقتصادية في هذه المناطق.
- توفير فرص عمل جديدة: سيوفر المشروع فرص عمل جديدة في مجال الإنشاءات والتشغيل والصيانة.
ثالثاً: النتائج الاقتصادية والاجتماعية المتوقعة من المشروع:
من المتوقع أن يساهم مشروع القطار الكهربائي الخفيف في تحقيق عدد من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية، ومن الفوائد الاقتصادية من قبيل تقليل تكاليف النقل للأفراد والشركات، وزيادة الإنتاجية الاقتصادية، وجذب الاستثمارات الأجنبية.
أما بالنسبة للفوائد الاجتماعية فقد تمثّلت بتقليل التلوث البيئي، وتحسين جودة الحياة للمواطنين، ومن أجل تحقيق الفوائد المرجوة من مشروع القطار الكهربائي الخفيف، يجب على الحكومة المصرية العمل على ما يلي:
أولاً: الاهتمام بصيانة المشروع وتطويره بشكل مستمر.
ثانياً: ربط المشروع بوسائل النقل الأخرى، مثل الحافلات وسيارات الأجرة.
ثالثاً: توفير خدمات النقل العام بأسعار مناسبة للمواطنين.
من خلال الاهتمام بتنفيذ هذه الخطوات، يمكن للحكومة المصرية تحقيق الاستفادة القصوى من مشروع القطار الكهربائي الخفيف، وتحسين حركة النقل وربط المدن والمناطق ببعضها البعض، وتوفير فرص عمل جديدة للمواطنين.
رابعاً: من المتوقع أن يسهم مشروع القطار الكهربائي الخفيف في تحقيق عدد من الفوائد، منها:
- تحسين حركة النقل في العاصمة المصرية القاهرة: من المتوقع أن يساهم المشروع في تقليل الاختناقات المرورية في العاصمة المصرية القاهرة، حيث من المتوقع أن ينقل المشروع حوالي 600 ألف راكب يوميًا.
- ربط العاصمة المصرية القاهرة بالمجتمعات العمرانية والصناعية المقامة بمناطق شرق العاصمة: من المتوقع أن يساهم المشروع في ربط العاصمة المصرية القاهرة بالمجتمعات العمرانية والصناعية المقامة بمناطق شرق العاصمة، مما سيؤدي إلى تعزيز التنمية الاقتصادية في هذه المناطق.
- توفير فرص عمل جديدة: من المتوقع أن يوفر المشروع فرص عمل جديدة في مجالات الإنشاء والتشغيل والصيانة.
يُعد مشروع القطار الكهربائي الخفيف خطوة مهمة نحو تحسين النقل في مصر، حيث يساهم في تقليل الاختناقات المرورية، وربط المدن والمناطق ببعضها البعض، وتوفير فرص عمل جديدة.
خامساً: التحديات التي يواجهها المشروع:
يواجه مشروع القطار الكهربائي الخفيف بعض التحديات، منها:
أولاً: ارتفاع تكلفة المشروع: تبلغ تكلفة المشروع الإجمالية نحو 1.2 مليار دولار، وهو ما يمثل عبئًا على الموازنة العامة للدولة.
ثانياً: طول مدة التنفيذ: تبلغ مدة تنفيذ المشروع نحو 5 سنوات، وهو ما قد يؤدي إلى تأخير تشغيل المشروع.
ثالثاً: ضعف البنية التحتية: تعاني القاهرة الكبرى من ضعف البنية التحتية، مما قد يؤثر على كفاءة تشغيل المشروع.
سادساً: تحليل الموقف الصيني تجاه مصر:
يعكس موافقة بنك التصدير والاستيراد الصيني على توفير قرض جديد للحكومة المصرية لتمويل المرحلة الثالثة من مشروع القطار الكهربائي الخفيف؛ شمولية النهج السياسي الصيني الداعم لمشاريع التعاون الاقتصادي في مجال التنمية ا
استمرار التعاون الاقتصادي بين مصر والصين، حيث تعد الصين الشريك التجاري الأول لمصر. كما يعكس هذا القرض التزام الحكومة المصرية بتنفيذ مشروعات النقل الضخمة، والتي من شأنها أن تساهم في تحسين حركة النقل وربط المدن والمناطق ببعضها البعض.
سابعاً: التوصيات، هناك جملة من التوصيات الأتية بناءً على ما سبق:
- يجب على الحكومة المصرية التفرغ للشأن الاقتصادي على حساب السياسية عبر الابتعاد عن المناورة والمغامرات السياسية الغير مأمونة الجانب، والابتعاد عن الانحياز إلى أحد المعسكرات المتنافسة الصين – أمريكا ضد الأخر.
- والاستفادة قدر الإمكان من حالة الاستقطاب بإقامة علاقات متوازنة مع الطرفين ومحاولة جلب المنافع لصالح الشعب المصري قدر الإمكان.
- تطبيق نظرية التحوط الاستراتيجي في مجال السياسة الخارجية خصوصاً مع الدول التي تجمعها ملفات حساسة مع مصر عبر إتّباع منهج معتدل أو طريق وسطي تقوم على التوازن الناعم والتوازن الصلد، بما يضمن لها تحقيق مكاسب اقتصادية هي الهدف المحدد من هذه النظرية.
- الاستمرار في تنفيذ مشروعات النقل الضخمة، والتي من شأنها أن تساهم في تحسين حركة النقل وربط المدن والمناطق ببعضها البعض.
- يجب على الحكومة المصرية العمل على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية لتمويل مشروعات النقل الضخمة.
- يجب على الحكومة المصرية الاهتمام بصيانة مشروعات النقل الضخمة وتطويرها بشكل مستمر.
- يجب على الحكومة المصرية ربط مشروعات النقل الضخمة بوسائل النقل الأخرى، مثل الحافلات وسيارات الأجرة.
- يجب على الحكومة المصرية توفير خدمات النقل العام بأسعار مناسبة للمواطنين.
د. ساعود جمال ساعود