تلّقى الرئيس الصيني اليوم 1/ 10/ 2023م التهاني والتبريكات بمناسبة مرور أربعة وسبعين عاماً على تأسيس جمهورية الصين الشعبية، وكان أولها من الرئيس الروسي بوتين الذي أشاد ببرقيته الخاصة بالرئيس الصيني واصفاً إياه /بالصديق العزيز/ مشيداً بما يجمعهما من تعون وشراكة استراتيجية في مختلف المجالات محلياً وإقليمياً ودولياً، علما أن خمسة دول فقط تتمتع بالشراكة الاستراتيجية مع الصين هي روسيا – بيلاروسيا – باكستان ومؤخراً فنزويلا وسورية، الشراكة الاستراتيجية التي تعني مستوى عال من التنسيق والتعاون والاستراتيجي المتبادل طويل الأمد والشامل للمجالات كافة .
إن مناسبة مرور 74 عاماً على تأسيس جمهورية الصين الشعبية يطرح تساؤلات حول ما حققته الصين خلال هذه الأعوام من إنجازات على المستويات شتى، خصوصاً أن المشهد السياسي الراهن يبرز الصين كقطب مستقل يكسر أسطورة القطبية الأحادية الأمريكي، وفيما يلي دراسة لصحيفة طريق الحرير حول المستويات التي بلغتها الصين عالمياً:
أولاً: ترتيب الصين على الصعيد العالمي سياسياً: تحتل الصين المرتبة الثانية في العالم من حيث النفوذ السياسي بعد الولايات المتحدة، وهي عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، وتتمتع بعلاقات دبلوماسية مع أكثر من 190 دولة، تلعب الصين دوراً نشطاً في القضايا الدولية، بما في ذلك تغير المناخ والتجارة العالمية والأمن الإقليمي.
ثانياً: الصين على الصعيد العالمي اقتصادياً: تحتل الصين المرتبة الثانية في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي بعد الولايات المتحدة، وهي أكبر اقتصاد في العالم من حيث تعادل القوة الشرائية، تتمتع الصين باقتصاد متنوع، يشمل وفق ما يلي:
أولا: القطاعات الاقتصادية: الزراعة: الصين هي أكبر منتج للحبوب في العالم، وتنتج ما يقرب من ثلث إنتاج الحبوب العالمي ، تحتل الزراعة نسبة 7.1% من الناتج المحلي الإجمالي (2022).
الصناعة: الصين هي أكبر منتج للأجهزة الإلكترونية والملابس والمنسوجات في العالم ، تحتل الصناعة نسبة % 39.1 من الناتج المحلي الإجمالي (2022).
الخدمات: الصين هي أكبر سوق للتجارة الإلكترونية في العالم، وهي موطن لبعض من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم ، تحتل الخدمات نسبة : 53.8% من الناتج المحلي الإجمالي (2022).
ثانياً: من الناتج المحلي الإجمالي: الصين: 14.7 تريليون دولار أمريكي 2022 – الولايات المتحدة: 25.3 تريليون دولار أمريكي 2022- نسبة الصين إلى الولايات المتحدة: 58.2%.
ثالثاً: تعادل القوة الشرائية: الصين: 27.3 تريليون دولار أمريكي 2022 – الولايات المتحدة: 25.3 تريليون دولار أمريكي 2022 – نسبة الصين إلى الولايات المتحدة: 108.3%.
رابعاً: ترتيب الصين على الصعيد العالمي علمياً:
تتمتع الصين بمكانة قوية على الصعيد العالمي في مجال العلوم، وتحتل المرتبة الثانية في العالم من حيث عدد المنشورات العلمية، وهي موطن لبعض من أفضل الجامعات والمراكز البحثية في العالم، وتستثمر بكثافة في البحث والتطوير، تسعى الصين إلى أن تكون قوة علمية رائدة في العالم، وحققت تقدمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة.
عدد المنشورات العلمية: الصين: 2.5 مليون منشور (2022) – الولايات المتحدة: 2.8 مليون منشور (2022) 0 نسبة الصين إلى الولايات المتحدة: 89.3%
الجامعات والمراكز البحثية: الصين موطن لبعض من أفضل الجامعات والمراكز البحثية في العالم، بما في ذلك جامعة تسينغهوا وجامعة بكين وأكاديمية العلوم الصينية، وتستثمر الصين بكثافة في البحث والتطوير، حيث بلغ الإنفاق على البحث والتطوير 2.4% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2022.
بعض الأمثلة على التقدّم العلمي الصيني: في مجال الطب: طور العلماء الصينيون لقاحًا مضادًا لفيروس كورونا، وعلاجًا لسرطان الرئة ، وفي مجال التكنولوجيا: طور العلماء الصينيون تقنية 5G وتقنية الذكاء الاصطناعي ، وفي مجال الفضاء: أطلقت الصين أول مركبة فضائية مأهولة إلى القمر، وهي تخطط لإطلاق مهمة إلى المريخ في عام 2024.
خامساً: ترتيب الصين على الصعيد العالمي تكنولوجيا:
تتمتع الصين بمكانة قوية على الصعيد العالمي في مجال التكنولوجيا، وتحتل المرتبة الثانية في العالم من حيث الإنفاق على البحث والتطوير. وهي موطن لبعض من أكبر الشركات التكنولوجية في العالم، وتستثمر بكثافة في مجموعة واسعة من المجالات التكنولوجية، و تسعى أن تكون قوة تكنولوجية رائدة في العالم، وحققت تقدمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة.
- الإنفاق على البحث والتطوير: الصين: 808 مليار دولار أمريكي (2022) – الولايات المتحدة: 717 مليار دولار أمريكي 2022 – نسبة الصين إلى الولايات المتحدة: 113.1%
- الشركات التكنولوجية: الصين موطن لبعض من أكبر الشركات التكنولوجية في العالم، بما في ذلك:
- 1. Huawei : شركة اتصالات عالمية رائدة في مجال تكنولوجيا الاتصالات السلكية واللاسلكية.
- : Tencent : شركة تكنولوجيا معلومات صينية متعددة الجنسيات تركز على خدمات الويب والوسائط الاجتماعية.
- Alibaba : شركة تجارة إلكترونية صينية متعددة الجنسيات.
- القطاعات التكنولوجية: تستثمر الصين بكثافة في مجموعة واسعة من المجالات التكنولوجية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، الحوسبة الكمومية، الروبوتات ، التكنولوجيا الحيوية ، التكنولوجيا الخضراء، وفيما يلي بعض الأمثلة على التقدم التكنولوجي الصيني:
في مجال الذكاء الاصطناعي: طورت الصين تقنية الذكاء الاصطناعي التي يمكنها التعرف على الوجوه وفهم اللغة الطبيعية.
في مجال الحوسبة الكمومية: طورت الصين أول كمبيوتر كمومي عملي.
في مجال الروبوتات: طورت الصين روبوتات قادرة على أداء مجموعة واسعة من المهام، بما في ذلك الرعاية الصحية والخدمات اللوجستية.
في مجال التكنولوجيا الحيوية: طورت الصين لقاحات وأدوية جديدة لعلاج الأمراض.
في مجال التكنولوجيا الخضراء: طورت الصين تقنيات جديدة لخفض انبعاثات الكربون.
سادساً: الصين الصعيد العالمي في مجال الفضاء:
وتحتل المرتبة الثانية في العالم من حيث عدد الرحلات الفضائية المأهولة، وهي موطن لبرنامج الفضاء الصيني، الذي يهدف إلى تطوير القدرة على إرسال رواد فضاء إلى القمر والمريخ، وتستثمر الصين بكثافة في الفضاء، وتسعى إلى أن تكون قوة فضائية رائدة في العالم.
برنامج الفضاء الصيني: يهدف إلى تطوير القدرة على إرسال رواد فضاء إلى القمر والمريخ. أطلقت الصين أول مركبة فضائية مأهولة إلى القمر في عام 2022، وهي تخطط لإطلاق مهمة إلى المريخ في عام 2024.
استثمارات الصين في الفضاء: تستثمر الصين بكثافة في الفضاء، حيث بلغ الإنفاق على برنامج الفضاء الصيني 20 مليار دولار أمريكي في عام 2022.
بعض الأمثلة على الإنجازات الفضائية الصينية: في عام 2022، أطلقت الصين محطة الفضاء تيانغونغ، وهي أول محطة فضاء مأهولة بالكامل في العالم ، في عام 2023، أرسلت الصين مركبة فضائية إلى القمر جمعت عينات من سطح القمر ، تخطط الصين لإطلاق مركبة فضائية إلى المريخ في عام 2024.
إذاّ بالمحصلة تتفوق الصين اليوم على المجالات كافة، رائدة عالمياً: زعامة سياسية – قوة عسكرية- أخطبوط اقتصادي- ثقافة ناعمة متغلغلة – نظرتها إلى دول العالم بوصفها مناطق نفوذ تشكل امتدادا جيوسياسياً لها – إن كانت تقبع في المرتبة الثانية بأغلب المجالات بعد القطب المهيمن، إلا أن المستقبل يحمل تأهل الصين للمراتب الأولى بدون شك، اعتماداً على مواردها وسياساتها الهادئة المبتعدة عن الصدام واستنزاف مواردها، إضافة إلى استقطاب المزيد من الدول إلى جانبها سواء عبر العلاقات الثنائية أو عبر التكتلات الاقتصادية والسياسية التي تكفل لها بأن تكون قبلة دينية سياسية تعيد مجدها الإمبراطوري القديم بصور متجددة.
قام بإعدادها: ساعود جمال ساعود