شنت إسرائيل، فجر الجمعة، هجوما جويا على الأراضي الإيرانية، حيث استهداف صواريخ إسرائيلية وطائرات مسيرة موقعا في أصفهان وسط إيران…. وقالت مصادر أمنية وحكومية إسرائيلية لصحيفة “جيروزاليم بوست” إن إسرائيل شنت الهجوم على إيران، الجمعة، لكنها لن تعلن مسؤوليتها عنه “لأسباب استراتيجية”. وأي أسباب استراتيجية سوى التخوف من رد مقابل إيراني كانت قد توعدت إسرائيلي فيه، وهذا يشير إلى تخوف إسرائيلي وسط ظروف داخلية لا تسمح لها بالتفرغ لحرب مع قوة إقليمية مثل إيران.
بنك الأهداف المحدّدة من قبل إسرائيل تذهب إما أن تكون نقاط ضعف في الجسد الدفاعي الإيراني أو مركز حيوي بغاية الخطورة والأهمية، وهذا ما ينطبق على حالة أصفهان ذات الأهمية النووية وسائل إعلام إسرائيلية، تحدثت عن وقوع انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية العسكرية، مع العلم أن العديد من المواقع النووية الإيرانية تقع في محافظة أصفهان، بما في ذلك مفاعل نطنز.
على الجانب الإيراني، صرح مصدر مطلع لوكالة “مهر“: “شوهدت ثلاثة مسيرات صغيرة في سماء أصفهان وحول منطقة زردانجان حوالي الساعة الرابعة صباحاً، وأضاف: “بعد مشاهدة هذه الطائرات الصغيرة أسقط الدفاع الجوي هذه المسيرات في السماء”. مؤكدا أنه لم تقع أي حادثة في القاعدة العسكرية الثامنة في أصفهان. ما يعني أنها كانت ضربات شكلية لغاية الرد فقط دون إحداث أثر بالغ يدفع إيران للرد.
بدورها قالت وكالة “إرنا”، إن التحقيقات الميدانية أظهرت في مدينة أصفهان أن المنشآت المهمة في هذه المحافظة، وخاصة المنشآت النووية، تتمتع بأمن تام ولم يتم الإبلاغ عن أي حوادث فيها، كما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الجمعة عدم وقوع أي ضرر في المواقع النووية الإيرانية في الهجوم الذي يُعتقد أن إسرائيل شنته على إيران، وقالت الوكالة في منشور على «إكس»: أن المنشآت النووية ينبغي ألا تكون أبداً هدفاً في الصراعات العسكرية.
وفي حديث لصحيفة “واشنطن بوست” قال مسؤول إسرائيلي، الجمعة، إن الجيش الإسرائيلي نفذ غارة جوية داخل إيران، ردا على وابل إيراني من الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقت ضد إسرائيل، ولم يكن من الواضح حجم الضرر الذي سببته الضربة.
من جانبه قال المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية جون برينان إن مدينة أصفهان، وسط إيران، “بيئة غنية بالأهداف”، مشيراً إلى أنها تضم قاعدة جوية ومنشأة لإنتاج الصواريخ ومناطق أخرى قد تكون ذات أهمية، وأضاف في تصريحات لقناة MSNBC أن “وكالات المخابرات ستحاول تحديد نطاق الضرر الذي تسببت فيه بالضربة الإسرائيلية، وما إذا كان هناك ضحايا بشكل يزيد الضغط على إيران للرد”.
ما يفهم من كلامه أن مقدار الضرر من أهم محدّدات الرد الإيراني على الضربة الإسرائيلي، ولكن الدخول في سلسلة الرد والرد المضاد تهدد الأمن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، ومثل هذه النظرة دفعت غوتيرش للقول إن الشرق الأوسط على حافة الهاوية، وإن “أي حالة من سوء التقدير وسوء التواصل يمكن أن تؤدي إلى ما لا يمكن تصوره”.
ولعل هذا المنطلق الذي جعل الولايات المتحدة الأمريكية بعد اختبار جدية وعزيمة إيران في الردود العسكرية على الإسراع في مؤتمر في إيطاليا من أجل مناقشة المستجدات ولتخرج بالقول إنها منعت أو ستمنع اندلاع حرب إقليمية.
ولكن على الضفة الإيرانية نجد عدم تأثر بالرد الهزيل الإسرائيلي وتأكيد على ضبط الردود وتجنب التصعيد في المنطقة، بدليل ما ذهب إليه عبد اللهيان في تصريح لقناة “إن بي سي” الأمريكية، يوم الجمعة: “ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما… هذه كانت أشبه بلعب للأطفال وليس بالطائرات المسيرة”. وأضاف: “إن لم تكن هناك أي مغامرة جديدة من قبل إسرائيل ضد مصالحنا، فنحن لا نعتزم القيام بأي رد فعل جديد”.
بذلك نفى الشكوك وأعطى جواب حول التساؤلات فيما إذا كانت إيران سترد مجدداً على إسرائيل، ويبدو أن الطرفين برعاية وتوافق دولي لا يريدان التصعيد وعدم جر المنطقة إلى حرب ليست من مصلحة أي طرف.