لطالما أدهشني استعمال عبارة / اسقاط النظام / منذ أول الأزمة السورية والعربية وتسائلت هل فعلا يريدون اسقاط النظام بمدلولاته التنظيمية الحقة، لنصرة الفوضى والانفلات واسقاط القانون لإعادة شريعة الغاب.
ولكن متابعة أداء الدراما العربية التي تروج للعصابات والمجرمين والتي حاولت قطع غابة لترسم حديقة، والتي يمكن بشيء من التمحيص فيها اكتشاف خفايا رسائلها المؤسسة، بما يحطم أهمية القانون في المنظومة الثقافية السلوكية، ويؤسس لمسخ الانتماء وتمويهه.
متفاخرا بولاءات معاكسة وعداء معكوس يحرف كل بوصلة دينية أو استراتيجية أو أخلاقية.
متماهياً مع تدمير الوعي المجمعي الوطني لمصلحة الوعي الفردي الانعزالي الليبرالي، هادماً كل منظومة اجتماعية أو أخلاقية أو ثقافية بتدمير الرموز بشكل أو بآخر، من خلال تشويه سمعة رسل وديانات وحضارات وصولا لدول اليوم والأمة كاعتداء على عبد الناصر وحافظ الأسد أصحاب المشاريع الوحدوية العروبية، لتسهيل الوصول للرئيس بشار الأسد كي تنهدم فكرة الرمز الذي هو عمود المنظومة، ومن ثم فلسطين برمزيتها.
فلا اسلام دون سيد الخلق محمد،
ولا عروبة دون رموزها المعروفين
وبدون قضيتنا فلسطين،.ولا أوطان دون رموزها كالعلم والجيش ورأس الدولة وعلمائها ورموزها التاريخية.
عندها عرفت أن هناك حرباً عالمية ضد النظام الذي هو القانون والعقل والله،
وليست ضد سورية أو السيد الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد شخصيا فقط.
بل بما يحمله مشروعه من وعي وطني ثقافي أخلاقي.
لذلك فقط ادركت اليوم تماماً ما رمى إليه الرئيس الأسد في كلمة الانتصار والتصحيح الأخيرة.
بأن العشرة السمان ستأكل العشرة العجاف، وأن ثوار سورية الحقيقيين مسحوا ركام الذل الذي رسمه ثيرانها.
كأني بعزيز سوريا يفسر حلم عقلها الجمعي ويعلن سقوط معابد الدولار وعشرتها العجاف أمام ثورة عشرتها السمان..
بقلم الاعلامي يعرب خيربك