على النقيض من بعض الدول الكبرى التي تسعى جاهدة لضرب الأمن والاستقرار العالميين عبر سياساتها العدوانية القائمة على التدخّل بالشؤون الداخلية للدول وانتهاك سيادتها، تستمر الصين بسياساتها الداعية إلى نبذ العدوان والدعوة إلى احترام سيادة الدول وتعميق التعاون الدولي بما يرسخ الأمن والاستقرار على الساحة الدولية.
وضمن هذا التوجّه السياسي لجمهورية الصين الشعبية فقد قال وزير الخارجية الصيني تشين قانغ اليوم الثلاثاء أن :” بلاده ترغب في تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وتسعى لتكون شريكة في التنمية والازدهار فيه، وأكّد دعم بلاده تمسّك دول الشرق الأوسط بالاستقلال الاستراتيجي”.
وأضاف الوزير أنّ بلاده تتمتّع بتاريخ طويل من الصداقة والشراكة في الشرق الأوسط، ولذلك تعمل على تعزيز الوحدة والقوة فيه، بحسب ما أوردت صحيفة “الشعب” الصينية، مؤكداً أنّ بلاده “تدعم دول الشرق الأوسط في التمسّك بالاستقلال الاستراتيجي، وتعارض التدخّل الخارجي في الشؤون الداخلية لها”.
كما تابع أن الصين ستواصل التمسّك “بالعدالة ودعم دول الشرق الأوسط في السعي لتسوية سياسية للقضايا الساخنة في المنطقة من خلال الحوار والتشاور”، مشدّداً أنّ بلاده “تحترم تماماً دول الشرق الأوسط بصفتها سادة شؤونها”، معقّباً: “ليس لدى بكين نيةً لملء الفراغ المزعوم، ولن تبني دوائر حصرية في المنطقة”.
هذا ويتوقّع بعد الطرح الصيني بعد القمة المنعقدة في الخليج وما تكللها من طرح دعوات صينية لمزيد من التعاون والتبادل التجاري بين الدول العربية والصينية ، أن يتزايد التوجه العربي نحوها لا سيما في ظل الفروقات الواضحة في النهج السياسي على الساحة الدولية بين طرفي المعادلة الدولية الصين من جهة والولايات المتحدة الامريكية من جهة التي تمارس الهيمنة مستندة لثقلها الدولي مكرسة نهج الانقسام الإيديولوجي والاقتراب المتدرج من عتبات الحروب المدمرة، ولولا التفوق العسكري للأمريكي لما أذعنت الدول لها لا سيما في ظل الركون الدولي لتحقيق التنمية ومتطلبات السلم والأمن الدوليين.