ما يزال زخم العلاقات الصينية الإيرانية يزداد قوة وتشابكاً بالاستناد إلى ما يجمعهما من قواسم مشتركة تساهم في تمتين علاقاتهما على المستويات كافّة في ظل التحديات التي تشهدها الظروف الدولية والإقليمية الراهنة.
باتت مفرزات التعاون المتبادل بين الطرفين الصيني والإيراني أكثر بروزاً وفاعلية على أرض الواقع، وبلغت مستويات متقدمة، جعلت المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني يقول اليوم الاثنين في تصريحات له: ” إن الصين باتت الشريك التجاري الأول لإيران رغم العقوبات المجحفة المفروضة على طهران”.
وأضاف كنعاني: “رغم العقوبات الظالمة، نتيجة التعاون بين البلدين كانت إيجابية وبدأ تنفيذها.. صادراتنا للصين خلال عام بلغت 14 مليار دولار، وتم استيراد 13 مليار دولار من البضائع من الصين والعلاقات التجارية والاقتصادية بيننا شهدت نمواً بنسبة 43 بالمئة، وباتت الصين الشريك التجاري الأول لإيران”.
وتابع: “تم توقيع 7 اتفاقيات اقتصادية خلال العام الماضي بين البلدين وزيارة رئيس الجمهورية تساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين بمختلف المجالات”.
وأشار كنعاني إلى أن “زيارة رئيس الجمهورية إلى الصين تأتي بدعوة من نظيره الصيني، وتدل على أجواء سياسية جيدة ببن البلدين، وتعبر عن إرادة قادة البلدين لتعزيز العلاقات على أساس المصالح المشتركة”.
وأوضح أن “هذه الزيارة تهيئ الأرضية لتعزيز العلاقات بين طهران وبكين لا سيما في المجال الاقتصادي، وهناك خطة شاملة للتعاون المشترك طويل الأمد بين البلدين”.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية على أن “الزيارة بإمكانها أن توفر الأرضية لتنفيذ هذه الخطة التي تمثّل خارطة طريق للتعاون بين البلدين، وهناك وثائق واتفاقيات سوف يتم توقيعها في هذا الإطار خلال الزيارة”.
هذا ومن المقرر أن يصل الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى الصين، غدا الثلاثاء، في مستهل زيارة تستغرق 3 أيام بدعوة من نظيره الصيني شي جين بينغ، وكان الزعيمان قد التقيا في سبتمبر الماضي في سمرقند بأوزبكستان.
ومن المتوقع أن تسفر الزيارة عن توقيع المزيد من الاتفاقيات التي ستعزز علاقاتهما وتزيدها تشعبّاً بالشكل الذي يخدم تعميق التحالف القائم بينهما، وأخذها باتجاه إيجاد الحلول للمشاكل الدولية المشتركة التي يواجهها البلدين في ظل الأوضاع المستجدة التي تفرضها المتغيرات الدولية الراهنة.
د.ساعود جمال ساعود