ذهب عهد الشاه الموالي للأمريكان والأوربيين، أصحاب الفضل في اعتلائه عرش السلطة، الذين أجبرته موالاتهم إلى معاداة جارهم الشمالي، لغاية سقوطه عام 1979م، إذ كان الاتحاد السوفيتي أوّل دولة تعترف بالجمهورية الإسلامية، وشهد الفترة التي أعقبت سقوط الاتحاد السوفيتي تطوراً ملحوظاً على مسار العلاقات الإيرانية – الروسية الدبلوماسية والتجارية، وبحلول منتصف التسعينيات، كانت روسيا قد وافقت بالفعل على مواصلة العمل على تنمية البرنامج النووي الإيراني، مع خطط لإنهاء إنشاء مفاعل بوشهر الذي تأخر إنشاءه لما يقارب 20 عاماً.
تمتاز العلاقات بين الروسي والإيراني بتعدّد مجالاتها والمؤشرات كثيرة بهذا الصدد منها في 2005م، كانت روسيا سابع أكبر شريك تجاري لإيران، حيث وصلت نسبة الصادرات الإيرانية من روسيا إلى 5.33% ، تزايدت العلاقات التجارية بين البلدين من 1 بليون دولار في 2005 إلى 3.7 بليون دولار في 2008م، ولا غرابة فيما وصلت إليه اليوم من تقدّم
وفي أعقاب غزوها لأوكرانيا، باتت روسيا تحت سلسلة من العقوبات التي فرضتها دول غربية تتقدمها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهتها، تخضع إيران منذ أعوام طويلة لعقوبات مختلفة، زادت حدّتها بعد الانسحاب الأمريكي الأحادي من الاتفاق بشأن برنامجها النووي عام 2018م، وجديد اليوم تعويل الغرب الأوربي على إمكانية تفسّخ هذه العلاقة ليأتيهم الرد من على لسان زاخاروفا التي اعتادت ممارسة هوايتها في توبيخ رؤساء الغرب.
صرّحت المتحدّثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأنّ القيود غير القانونية التي يفرضها الغرب على روسيا وإيران تساهم على العكس بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وجاء ذلك في تصريحات زاخاروفا التي وزعت اليوم الاثنين، حيث تابعت، تعليقاً على تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي قال بها:” أنّ دعم موسكو قد يؤدّي إلى عقوبات ضد إيران وزيادة عزلتها”، ليأتي الرد بأنّ: ” الضغوط الخارجية والعقوبات لا تعرقل التعاون بين موسكو وطهران، والقيود غير الشرعية، على العكس من ذلك، تساهم في تعزيز المسارات الإيجابية التي ظهرت في السنوات السابقة في العلاقات الثنائية.
وأشارت زاخاروفا إلى أنّ روسيا وإيران “تبنيان تعاوناً مفيداً للطرفين دون مراعاة لرأي الغرب”، حيث تعززت الاتجاهات الإيجابية التي ظهرت في السنوات السابقة فيما يخص زيادة التجارة الروسية الإيرانية، حيث تابعت: “بحلول نهاية عام 2022م، ارتفع حجم التبادل التجاري بين روسيا وإيران بنسبة 20.2%، واقترب من 5 مليار دولار” مؤكدة على أن رواد الأعمال “يكتشفون أسواقاً جديدة لأنفسهم، ويشغلون مجالات إنتاجية جديدة مربحة، ويتم تعديل البنية التحتية للخدمات اللوجستية والتسوية والدفع تدريجياً كل هذا يحقق المتطلبات الأساسية لمزيد من التعاون الثنائي، في المقام الأولى في المجال التجاري والاقتصادي، ويحقق مصالح الشعوب.
على العموم لسنا في سياق تعداد قائمة الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعت بين الطرفين الإيراني والروسي لإثبات حجم ومقدار التعاون بينهما، بل ما يجب لفت الانتباه له يتمثّل بالمركز السياسي لهذه التوجّه والذي تم الكشف عنه في لقاء پوتين في طهران المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي والذي قال إن: “الأحداث العالمية تظهر حاجة إيران وروسيا إلى تعاون متبادل متزايد باستمرار”، لا سيما في ظل العقوبات الغربية المفروضة على البلدين”.
ساعود جمال ساعود