طائر الفينيق طائر اسطوري من قلب التراث السوري، آمن به شعب شرق المتوسط السوري الكنعاني والفينيقي، وهو يرمز دوماً للانبعاث والتجدد والخلود، يشتهر بشدة جماله ووفرة ألوانه، ويرتبط ذكره بالشمس إذ لون ريشه أحمر ناري وألوانه متعددة كألوان الطاووس.
ويقال هو نفسه العنقاء، ففي الثقافة الصينية يعتبر التنين والعنقاء ووحيد القرن الصيني، رموز البركة والحظ السعيد، وبشكل خاص العنقاء أي طائر الفينيق، فيمجدونه ويتغنون به حتى اليوم، فأصبح رمزاً من رموز الأمة الصينية.
وفي الإسطورة، فإنه عندما يغضب لآلام الآخرين، يعود إلى العش وينفض جناحيه، ومن شرارة غضبه يشتعل العش فيموت ويتحلل بالكامل وسط النيران التي تشتعل في عشه، ويتحول إلى رماد وينبعث روائح زكية وعطور وبخور، ومن هذا الرماد يبزغ طائر فينيق جديد، تدب فيه الحياة بفعل حرارة أبيه المحترق، فهو المنبعث من الرماد حياً، ويطير حاملاً معه عشه البخوري إلى مدينة الشمس، ومن هنا كانت رمزيته ببزوغ الشمس بعد الغروب.
في السادس والعشرين من إيار الجاري، سيولد طائر الفينيق السوري محلقاً فوق قاسيون التليد، حاملاً معه البشر والبشائر، مبشراً بشمس دمشقية تسطع بحروف وهاجة، تلهم العالم فنون النهوض وكسر المستحيلات.
التفاؤل يملؤنا، إن سورية الفينيق ستنهض وتنبعث وتتجدد من تحت الركام وتنفض غبار الرماد حتماً.
بقلم م.منذر صقر