بقلم رئيس التحرير يعرب خيربك
أشعلت كلمة الرئيس السوري عن هوية سوريا العربية مواقع التواصل، حتى وصلت إلى الداخل السوري بين المؤيدين أنفسهم، ليتداخل الصراع جامعاً مؤيدين ومعارضين في صف واحد، ضد مؤيدين ومعارضين أيضاً، محققاً خرقاً مهما لذلك الانقسام أولاً، خصوصاً ممّن اتكأ على كلمة وزير الأوقاف لإعلاء صوته.
وبعيداً عن تقييم هذه الآراء، لابد من الانتباه إلى ما وصل إليه هذا التناكف، الذي بدا صراعاً بدائياً، بشكله العاطفي المشحون، على الأقل الآن بين القوميين العرب والقوميات المتفرقة، ودون استنكار لهذه التجاذبات القاسية والوصول للشتم فيها، ولكن بالنظر إلى الجانب المضيء في كل هذا، فإن انقساماً أديولوجياً بدأ يُظهر تنافساً فكرياً حول الهوية، هو بحث عن الذات رغم بدائيته العاطفية الغالبة، رغم وجود آراء علمية مهمة، وهو تنافس فكري بدأ يتصدر المشهد، وسيبدأ بالتطور للبحث العلمي التاريخي ثم الإيديولوجي، وهذا بحد ذاته تطور مهم يسعدني حد النشوة.
وأظن أن ما قام به الرئيس الأسد من فتح لهذا النقاش، هو محاولة بدأت بوادر نجاحها في تحويل الانقسام في سوريا من تنافسي سلطوي، أو ربما طائفي مناطقي، أو حتى حزبي بالمعنى النفعي وتقاسم المغانم، إلى انقسام فكري يؤسس لمرحلة أكثر رقياً وجدية ومنفعة.
و سيتحول إلى إعادة النظر في كل الرؤى التي أسست للهوية السورية لدى جميع الأطراف، لأن هذا النقاش سيكون مفيداً في النهاية، لناحية شكله أولا وثانياً وثالثاً، ولكونه سيحقق تلاقحاً في الأ فكار ستطور الجميع وتصطفي المخطئ ثالثاً.