تدرس الصين حالياً مشروعاً طموحاً لإنشاء قناة بحرية جديدة تربط بين المحيط الهندي والمحيط الهادئ، في خطوة تُعتبر جزءاً من رؤيتها لتعزيز قدرات النقل البحري وتوسيع نفوذها الاقتصادي والجيوسياسي في المنطقة. يهدف المشروع إلى تقليل زمن عبور السفن وتحسين كفاءة حركة التجارة البحرية بين آسيا وأوروبا، ما يُسهم في تخفيف الضغط على الممرات البحرية التقليدية مثل مضيق ملقا.
يأتي هذا المشروع في ظل التنافس الإقليمي المتصاعد والاهتمام العالمي بطرق الشحن البديلة التي تضمن استقرار التجارة العالمية. وتؤكد مصادر مطلعة أن الصين تسعى من خلال هذه القناة إلى توفير ممرات آمنة وفعالة، تعزز من مكانتها كقوة بحرية عالمية، وتدعم مبادرة “الحزام والطريق” التي تسعى من خلالها لتوسيع شبكات التجارة والاتصالات.
من المتوقع أن تساهم القناة الجديدة في تعزيز التعاون الإقليمي بين الدول المطلة على المحيطين الهندي والهادئ، وتفتح آفاقاً جديدة للاستثمارات وتطوير البنى التحتية البحرية، في ظل ما تشهده المنطقة من نمو اقتصادي متسارع واهتمام دولي متزايد بأمن التجارة البحرية.