بقلم: ريماس الصينية – CGTN العربية
في تحول استراتيجي لافت، كشفت بيانات الهيئة الوطنية للإحصاء في الصين أن الطلب المحلي أصبح المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي، مساهماً بنسبة 68.8% من الناتج المحلي الإجمالي خلال النصف الأول من 2025، والذي بلغ 66.05 تريليون يوان، بنمو 5.3%.
هذا التحول يعكس انتقال الصين من نموذج “التوجيه نحو التصدير” إلى “قيادة السوق الداخلية”، في وقت تواجه فيه التجارة العالمية تحديات متزايدة. الاستهلاك المحلي، وخاصة في قطاعات الخدمات والتكنولوجيا، بات ركيزة الاستقرار والنمو، مدفوعاً بارتفاع الدخل واندماج الاقتصاد الرقمي.
من منظور استراتيجي، يعزز هذا التوجه من أمن الصين الاقتصادي وقوتها التفاوضية العالمية، ويفتح آفاقاً جديدة للشركات الدولية داخل سوق صيني أكثر تنوعاً وتطوراً. كما تشهد البنية الاقتصادية تحولات نوعية، مع ارتفاع الطلب على السيارات الكهربائية، والذكاء الاصطناعي، والرعاية الصحية الرقمية.
الصين، إذ ترسم ملامح نموذج تنموي جديد قائم على “الدورة المحلية الكبرى” المدعومة بـ”الدورة الدولية”، تضع السوق المحلية في قلب استراتيجيتها، ساعيةً لتحويل النمو الإيجابي إلى مسار مستدام طويل الأمد. ومع ثقة المؤسسات المالية الدولية المتزايدة، يبدو أن الاقتصاد الصيني يقف على أعتاب انطلاقة جديدة بقيادة الاستهلاك الداخلي