بقلم رئيس التحرير يعرب خيربك
أزمة خبز وتحذيرات من اسوا موسم حنطة في سورية
تشهد سوريا أسوأ مواسمها الزراعية منذ عقود، مع تراجع حاد في إنتاج القمح بسبب الجفاف وتزايد الضغوط الاقتصادية، وسط امراض وسوء في نوع البذرة الذي فرض ضمن الفوضى، وتوقعات بأزمة غذائية واسعة.
في ظل تغيرات مناخية قاسية وتدهور بيئي متسارع، والأهم سوء نوع البذرة وعدم وجود اهتمام رسمي حقيقي ولا دراسات ولا تنسيق، تقف سوريا اليوم أمام كارثة قمح تهدد الأمن الغذائي لملايين المواطنين. إضافة الى الجفاف الغير مسبوق، وتراجع في منسوب المياه، وارتفاع في تكاليف الإنتاج، يضعون المزارع السوري والحكومة على مفترق طرق محفوف بالمخاطر.
كما أعلنت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) أن سوريا تمر بأسوأ موسم زراعي منذ نحو 60 عامًا، حيث تضرر 95% من القمح البعلي، كما تراجع إنتاج القمح المروي بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالعام الماضي. المناطق الشرقية والشمالية تأثرت بشكل خاص، نتيجة غياب الأمطار، وانخفاض منسوب المياه الجوفية بشكل خطير وعدم وجود اي حلول أو متابعة، خصوصا لمشكلة نوع البذرة ومواجهة نقص المياه ودعم المزارع،
انهيار البنية الزراعية: المياه أولًا
في محاولة يائسة للإنقاذ، وبشكل عشوائي وفردي دون دراسات او رؤى رسمية، اضطر المزارعون لحفر آبار بعمق يفوق 160 مترًا، إلا أن النتيجة كانت إنتاجًا هزيلًا وتكاليف باهظة. تؤكد التقارير أن الوقود والأسمدة أصبحا من الكماليات النادرة، ما أجبر العديد على هجر أراضيهم.
كما توج صراع الداخل بين دمشق والإدارة الذاتية مشهد الشراء من المزارع،
في مشهد يعكس الانقسام السياسي داخل البلاد،
ما زاد من ضبابية المشهد، وجعل مستقبل توفير الخبز في البلاد رهنًا بالتجاذبات السياسية أكثر من كونه قرارًا اقتصاديًا.
التحدي الأكبر.. فجوة غذائية وأفق مظلم
تشير التقديرات إلى عجز يفوق 2.5 مليون طن من القمح هذا الموسم، ما يعرض أكثر من 16 مليون سوري لمخاطر انعدام الأمن الغذائي خلال الشهور القادمة. وتُحذر منظمات دولية من كارثة إنسانية ما لم تُتخذ خطوات سريعة للتدخل.
أزمة القمح في سوريا ليست مجرد مسألة محاصيل، بل مرآة لسنوات من التدهور البيئي، النزاعات الإدارية، والسياسات الاقتصادية والفشل الاداري وعدم وجود جهة مسؤولة بل جهات عاجزة عن تأمين لقمة العيش للمواطن. وبينما يترنح الريف تحت وطأة الجفاف والتهميش، يبقى السؤال: هل تكون هذه الأزمة ناقوس إنذار لتغيير حقيقي… أم مجرد حلقة جديدة في سلسلة الانهيارات الصامتة؟