وضح الامين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطابه الخريطة العملية لرده على واقعة الضاحية الجنوبية ، مبرزاً مقدرة التلاعب بقواعد الاشتباك وفق مقتضيات الموقف ببعديه السياسي والعسكري..
اعتراف القادة الإسرائيليين بإصابة مقرات استخباراتهم في منطقة غليلوت وعين شيمر، يوضح البعد الاستراتيجي لرد الحزب وسط إجماع الأوساط الإسرائيلية أن “اسرائيل لم تعد كما كانت” بعد رد الأربعين.
رد حزب الله رسخ معادلة الردع الاستراتيجي، وحذر إسرائيل من دخول دائرة الفعل وردة الفعل، وأما نتنياهو قلل من الرد مفتخراً بضربة استباقية فندها نصر الله، في حين قسم أخر من الإسرائييلين يقربنجاح الرد وتحقيق أهدافه ، مقابل الفشل الإسرائيلي بتدمير ترسانة حزب الله الصاروخية ، ، ليمضي حزب الله بعد رده وفق مسارين: ترسيخ وطنيته بالتأكيد على سيادة لبنان ككل، والعودة للإسناد غزة ضمن توازن دقيق في قواعد الاشتباك، وحرص لتجنب حرب شاملة رغم تصنيف الرد كمرحلة أولى والتي تبدو تحذيرية. قابلها يوآف غالانت بالتصريح :” المعركة مع حزب الله “مؤجلة إلى المستقبل البعيد”.
التوقعات بهجوم متزامن بين قوى المقاومة تلاشت بعد رد حزب الله المعزول عن الرد الإيراني، ويبدو أن لإيران حساباتها الاستراتيجية، رد إيران – وحسب تصريحات مسؤوليها- قادم لا محالة، يلفه الغموض بتوقيته وشاكلته، مسبباً الأرباك لدى قادة اسرائيل ، التي استنجدت بأباها الروحي أمريكا ، لتسعفها بأساطيل جوية وبحرية ، تكفيها لشهور في أي حرب إقليمية قد تحدث.
إلى حادثة القنصلية الإيرانية بدمشق وما تلاها من رد إيراني، تذهب المخيلة العسكرية الإسرائيلية متصورة صواريخ إيران ومسيراتها فوق سماء تل أبيب، ولكن يبدو أن ليسرائيل كاتس وزير الخارجية الإسرائيلي رأي أخر حول شاكلة الرد، فانتفاضة الضفة الغربية برأيه تتم بدع إيراني لمقاومي الضفة مالياً وعسكرياً.. لتكون جبهة استنزاف جديدة تجنب إيران مغبة حرب موسعه مع الإسرائيلي وداعميه الأمريكان، نائية بنفسها عما أسماه لافروف وزير الخارجية الروسية بمحاولات جرها لحرب إقليمية موسعة، ليبقى قادة إسرائيل قلقين حيال إيران وما يمكن أن تقدم عليه.