لا يلبث النظام الدولي أن يصطف وفق نسق ما حتى تتوافد الى الساحة الدولية جملة من المتغيرات الإقليمية والدولية، لتنتج نمطاً جديداً من التفاعل يكون لمنعكساته أثرها على المجتمع الدولي.
الشرق الاوسط بوصفه ساحة دوليه مصغره.. يشهد تغيرات بنيوية سواء تعاوناً أو صراعاً، تغيرات نسفت معادلات راجت من قبل،، فإسرائيل تستنزف على يد المقاومة الفلسطينية ومسانديها، ونظريات الامن الاستراتيجي تضمحل في ظل تكريس معادلات جديدة، جعلت امريكا تستنفر اساطيلها لما حفظا لإستطالات امنها القومي وتوازناتها في الشرق الاوسط
سوريا وما نالها من تطبيقات مشروع الشرق الاوسط الجديد والفوضى الخلاقة، تثبت على خطها السياسي والأيديولوجي رغم اوضاعها السياسية والاقتصادية، وتنسق مع دول محور المقاومة مشكلة مصدر إحباط للمشاريع الأمريكية والإسرائيلية، ليتوقف مد التطبيع مع انكشاف الضعف الاسرائيلي الذي عرضته إيران بعرض ذاتها بفرض ذاتها كقوة اقليميه تخشى اسرائيل من كسرها لقواعد الاشتباك بأي رد على خروقاتها، والدخول بحرب مفتوحة يكون لأطراف كاليمن والعراق دورها العسكري فيها
معادلات اليمن في البحر الاحمر واثارها الدولية ترادفت بدور ثقيل للمقاومة العراقية على القواعد الأمريكية، ادوار عسكريه يعاضدها الدور السياسي للعراق مستعيداً مكانه الأقليمي عبر مساراته السياسية كخط الوساطة بين سوريا وتركيا، مساع هدفها التقليل من إثر المنازعات على الامن الاقليمي واستبدالها بصيغ التعاون والمصالح
التحولات الجيو ستراتيجية وما أفرزته من بروز تحالفات واضمحلال اخرى لها دورها المكمل مع مجريات الساحة الدولية، فالتعددية القطبية التي تنادي بها الصين باقتصادها وروسيا بقوتها، تؤرق الساسة الامريكيين ليوجهوا استراتيجياتهم نحو تطويق الصين اقتصاديا وعسكرياً بالتزامن مع دعم الناتو لأوكرانيا ضد روسيا بغية استنزافها
ممارسات الحلف الغربي تخلق تخوفات دوليه من حرب عالميه ثالثه قوامها التوازي بين الجبهة الصينية الروسية وصولا الى كوريا الشمالية ودول امريكا اللاتينية والجبهة الأمريكية الأوربية، يواكب ذلك تحركات اقتصاديه ببعد سياسي عبر منظمات دوليه كبركس وشنغهاي مقابل مجموعه السبع الصناعية.. بوادر صراع خفي يقود العالم الى حافه الانقسام الأيديولوجي لعله يكون السبب في إعادة رسم الخريطة الدولية وفق مسارات وقواعد لا تدخل العالم في نفق مظلم.