كتب الاعلامي يعرب خير بك….
سجلت سوريا غياباً واضحاً وفريداً بين جميع الدول العربية في قمة الصين والدول العربية.
سوريا أول دولة تعترف بالصين كجمهورية الصين الشعبية وأول دولة تُقيم علاقات رسمية معها في دمشق عام 1988 البدء بأول تعاون عربي جماعي مع الصين حيث تم التوقيع في الدورة الحادية والثلاثين لمؤتمر غرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية على إنشاء غرفة التجارة العربية الصينية المشتركة ومن الدول المؤسسة للعلاقات العربية الصينية تغيب عن قمة عودة العلاقات.
ورغم أن المشهد يبدو بأن علاقات صينية عربية تنطلق بعيداً عن سوريا إلا أن الحقيقة هي أنها علاقاتٌ صينية عربية تعود إلى مساحةٍ أُطلقت مع سوريا أولاً وأن أساس العلاقات الصينية في المنطقة هي صينية عربية لأن العلاقات المستقرة والحقيقية وذات المصالح والتوجهات السياسية الواحدة بكل دقة..البلدان الاشتراكيان الوحيدان في المنظومة العربية الصينية ..البلدان الوحيدان اللذان يعاديان الغرب حقيقةً ..والصين أيضاً سبق وأن تحدث خبراء في خارجيتها بأن سوريا أكثر الدول موثوقية وصدق في موقفها من الغرب بوضوحه وليس باتجاهاته، لذلك يبدو أن عودة هذه العلاقات العربية الصينية وانطلاقها ليست بعيدةً عن سوريا بل مُعيدةً للواقع العربي باتجاه أقرب إلى سوريا، وهذه العلاقات لم تكن سوريا إلا جزء مهم منها ولو بدت مصر بحجمها السكاني كسوق كبيرة أو السعودية بقدرتها الاقتصادية أو حتا الخليج كأهم أسواق المنطقة بدت هي الرأس فيها ولكن التخطيط الحقيقي في المستقبل والتنسيق الأصدق في المستقبل لن يكون إلا مع سوريا، بعيداً عن هذا وذاك لأن القوة الاقتصادية هي الأهم ولا أعتقد بأن اليوم فقط وليس البارحة ولا غداً أن السوق السورية والاستقرار السوري يسمحان بهكذا علاقة والدليل هو الضعف الوجود الصيني الحقيقي في سورية في هذه الأيام.
إلا أن أهمية العلاقة الموثوقية وعمق هذه العلاقة والقدرة على إيجاد تنسيق حقيقي، يمكن أن تُبنى على أساس آخر وأن الوجود الصيني سيكون دافعاً في إعادة تدعيم الاستقرار في المنطقة كقطب آخر غير الأمريكي.
الصيني سيشكل اختراق للنظام الشرقي والنظام العالمي الجديد للمنظومة العربية بدءاً برأس هذا النظام العربي الذي يتقارب بشكل كبير مهرولاً تجاه الغرب وهو الخليج لذلك هذا الاختراق يبدو اختراق للمنظومة العربية والتوجه العربي والاستلاب العربي من قبل الغرب هذا أولاً وهذا يصب في مصلحة سوريا.
الدعم الصيني وتأكيد الرئيس الصيني في دعم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية إضافةً إلى كلامه عن دعم الاستقرار والذي نبني عليه ما أصدره وزير خارجيته من نقاط خمسة لدعم الاستقرار وحل الأزمات سياسياً وبالحوار في المنطقة العربية يؤكد بأن هناك دوراً صينياً لحلحلةٍ أكبر في المنطقة وهذا أيضاً سيعود بالنفع على سوريا، ناهيك عن أن هذا الوجود الصيني سيفتح الباب أمام عودة صينية لسوريا ،ربما ليس بشكل مباشر وبهذه السرعة ولكن عن طريق بعض الدول العربية كما سبق وبدأ عن طريق الإمارات بشكل وبآخر..لذلك رغم أن سوريا لم تحضر هذه القمة وكانت الغائب الوحيد إلا أنها الأكثر تفاؤلاً بهذا الحضور والأكثر استفادة في المراحل القادمة رغم صعوبة الظرف السوري التي تجعله غير قادر على الاستفادة من أي شيء حالياً بل التأثر فقط سلباً بأي حدث دولي ولكن هذا الأمر يضيف إلى الخارطة الجغرافية في محيط سوريا بصيص أمل آخر.