بايدن يقول أنه يسعى لتهدئة دائمة للصراع “الفلسطيني الإسرائيلي”، والناطقة باسم البيت الأبيض تقول إن مصر وتونس تستطيعان القيام بهذا الدور.
الخبث الأمريكي يجب ألا ينطلي على المقا.ومة الفلسطينية، الولايات المتحدة التي تسعى مع كيان الع.د.و للتهرب من إعادة الحقوق العربية، تريد الهدنة الدائمة لتثبيت الوضع القائم حاليا على ما هو عليه كبديل للسلام وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة.
الغريب أيضاً في الأمر ليس المقترح الامريكي بترشيح مصر لهذه المهمة، فمواقف القيادة المصرية معروفة بهذا الخصوص وهي التي شجعت وباركت كافة اتفاقات التطبيع الابراهيمية، بل الغريب هو ترشيح تونس لهذا المهمة أيضاً، وهنا نستذكر أمرين :
الأول الزيارة التي قام بها قيس سعيد لمصر، ونضع حولها إشارة استفهام ، وما تبعها من زيارة وزير الخارجية المصري لتونس؟
الثاني : هو وجود حركة النهضة الاخوانية كأحد اركان الحكم في تونس، وهي المعروفة بتوجهاتها وعلاقتها بتركيا وكافة الحركات الاخونجية.
وفق هذه القراءة، نستطيع أن نفهم خلفيات الموقف الأمريكي الغير مستعجل للوصول الى وقف إطلاق النار حالياً، وإفشال الولايات المتحدة لجلسة مجلس الأمن حول الع.د.وان الصهيو.ني على الفلسطينيين، في ذات الوقت الذي تكثف الولايات المتحدة اتصالاتها مع مصر وتونس والمغرب والاردن و قطر والامارات والسعودية والسلطة الفلسطينية، لتمرير مآربها وبما يحقق مصلحة “اسرائيل”.
من المتوقع أن تشهد المرحلة القريبة تكثيفا للاتصالات، كما أنه من المتوقع أن تشهد ضبطاً لإيقاع العدو.ان بما يسمح باستمراره إلى حين تحقيق الهدف الذي يطمحون إلى تحقيقه وهو الهدنة الدائمة، وفي ذات الوقت تخفيفاً لحجم القصف ونوعيته بهدف امتصاص ردات فعل المقاو.مة التي ثبت امتلاكها لمفاجآت لم تكن بالحسبان.
ومن هذا المنطلق سيكون على حركات المقا.ومة في فلسطين المحتلة اتباع تكتيك عسكري اولاً، وسياسي ثانياً يضمن أفشال هذا المخطط الخبيث بالتنسيق مع محور المقاو.مة وعلى الأخص سورية وإيران.
بقلم م. حيان نيوف