كورونا بحلّته الجديدة يعصف بالهند، بلد المليار و200 مليون نسمة، والتي تمكنت من مواجهة هذا الوباء لأكثر من عام، تصل فيها الإصابات اليوم إلى ما يقارب 400 ألف إصابة في اليوم بشكل مفاجئ.
وفي الوقت الذي تؤكد التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، أن 15% فقط من المصابين يحتاجون للدخول إلى المشافي، 5% فقط منهم يحتاج إلى الأوكسجين، فإن منظمة الصحة العالمية تؤكد أيضا أن السبب الرئيسي للازمة الصحية الناجمة عن انتشار الوباء هو توجه المصابين بحشود كبيرة إلى المشافي، على الرغم من عدم الحاجة لذلك والذي تسبب بشبه انهيار للنظام الصحي.
اليوم الماكينة الإعلامية الغربية تفعل فعلها في بث الذعر داخل المجتمع الهندي، وتتسبب بتفاقم الأزمة، فيما يبدو وكأنه عمل ممنهج و مدروس ومبيت مسبقاً، كما تلعب الماكينة الإعلامية الغربية على وتر تتحريض الشعب الهندي بتحميل الصين مسؤولية الكورو.نا الهندية.
إنها الهند التي وقعت صفقة مع روسيا لشراء منظومات الدفاع الجوي S400 بالرغم من اعتراض الولايات المتحدة، ودخلت مع روسيا في برنامج عسكري لصناعة الصواريخ الفرط صوتية، والتي تتأخر الولايات المتحدة عن روسيا بصناعتها، وهي الهند التي وقعت اتفاقية مع إيران لربط نيودلهي بميناء جاهنبار الإيراني عبر المحيط الهندي، ومن الميناء عبر شبكة خطوط حديدية إلى القوقاز وموسكو، وهي الهند التي لم تنجر لحرب مدمرة مع الصين على الرغم من كل التحريض الغربي، وهي الهند التي حققت نسبة نمو اقتصادي تفوق 4.5 بالمئة في عام الكو.ونا، وهي الهند الدولة الوحيدة في دول البريكس التي لم يكن كورونا قد عصف بها، وأخيراً وليس آخرا هي “الهند – جواهر لال نهرو” زعيمة دول عدم الإنحياز التي تطمح لأن تكون أحد أقطاب العالم الجديد.
ولله در هذا الكورونا الذي يصطنع لنفسه نسخة خاصة بكل شعب من شعوب الارض؟ ربما ستمضي عقود طويلة ليكشف عن هذا اللغز المحير، وربما يكشف عنه في المدى المنظور إذا ما حدثت تحولات دراماتيكية مفاجئة على مستوى العالم !؟
بقلم م. حيان نيوف