صادف عام 2021م العام السابع على التوالي الذي حصلت فيه الصين على إنتاج سنوي من الحبوب يزيد عن 1.3 تريليون جين (650 مليون طن)، تقف الصين كأكبر منتج للحبوب في العالم وثالث أكبر مصدر للحبوب.
قال تشانغ هوا – سفير الصين لدى جمهورية إيران الإسلامية في وقت سابق ضمن إطار حديثه عن مساهمة الصين بنشاط في الحفاظ على الأمن الغذائي العالمي أنه:” يوجد حاليًا نقص حاد في الإمدادات الغذائية العالمية. الأسباب في جزء كبير منها تعود للصراع الروسي الأوكراني الذي أدّى إلى عزل روسيا وأوكرانيا ، وكلاهما من الدول المصدرة الرئيسية للحبوب ، عن نظام تجارة الحبوب العالمي.
أشار للدور السلبي الذي قامت به الولايات المتحدة والدول الغربية في تهديد الأمن الغذائي العالمي بشكل مباشر عبر العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى على روسيا تأثير خطير على صادراتها من الحبوب والأسمدة ، مما زاد الوضع سوءًا. كدولة رئيسية مسؤولة.
قال السفير تشانغ هوا مشيداً بالمساهمة العالمية للصين في الأمن الغذائي الذي لم يتوقف على توفيره للصينيين فقط، بلى أدّت الصين مهمة عالمية بهذا المجال عبر قوله:” لم تضمن الصين بنجاح الإمدادات الغذائية لأكثر من 1.4 مليار شخص فحسب ، بل ساهمت أيضًا في الحلول الصينية والحكمة الصينية والقوة الصينية لحماية الأمن الغذائي العالمي”.
تكلم السفير الصيني عن “ظاهرة تسيس الأزمة الغذائية” عبر الإشارة للحرب الإعلامية التي تقوم بها الدول الغربية المعادية للصين: “استفادت بعض الدول الغربية من ذعر نقص الغذاء في المجتمع الدولي ، وخاصة بعض البلدان التي عانت منها معظم الدول ، لتشويه سمعة “اكتناز الحبوب” الصينية في السوق الدولية”.
وقال أيضاً:”تولي الحكومة الصينية دائما أهمية كبيرة لقضية الأمن الغذائي. نحن نتبع الرؤية الخاصة بالأمن الغذائي التي تتمحور حول “الاكتفاء الذاتي في إمدادات الحبوب والأمن المطلق للحبوب الأساسية”.
قال بكل ثقة بالنفس : ” لدينا القدرة والثقة في الاعتماد على الذات في تأمين إمداداتنا الغذائية. ليس من الضروري للصين أن “تخزن الحبوب” في السوق الدولية”. وبالفعل لقد تمكنت الصين من إطعام خمس سكان العالم بربع إجمالي إنتاج العالم من الغذاء على أقل من 9٪ من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم. هذا الإنجاز هو في حد ذاته مساهمة كبيرة في الأمن الغذائي العالمي.
مبادرة الأمن العالمية الصينية حول الأمن الغذائي:
الهدف من المبادرة تقديم مساهمات إيجابية لضمان الأمن الغذائي العالمي. في إطار مبادرة التنمية العالمية التي طرحتها الصين ، يعد الأمن الغذائي أحد مجالات التعاون الثمانية ذات الأولوية، ولقد قامت على عدّة أسس منها:
1. حشد الجهود من جميع الأطراف في جميع أنحاء العالم للاستفادة من مزايا بعضنا البعض.
2. ، وتجميع القوة لتحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة بما في ذلك الأمن الغذائي.
3. تدعو الصين بنشاط إلى الحد من فقد الأغذية وهدرها. إذا تمكن العالم من تقليل فقد الغذاء بمقدار نقطة مئوية واحدة ، فيمكننا توفير ما يصل إلى 28 مليون طن من الغذاء وهو ما يكفي لإطعام 70 مليون شخص.
4. يقوم مبدأ الصين في التعاون الدولي في مجال تحقيق الأمن الغذائي من منطلق إرتباط مستقبل جميع البلدان ارتباطًا وثيقًا ، وكلما زادت صعوبة الوضع ، زادت أهمية تعزيز التضامن بالنسبة لنا.
5. تفضيل الحوار على المواجهة ، وهدم الجدران بدلاً من إقامة الجدران ، والسعي إلى التكامل بدلاً من الفصل ، واختيار الشمولية وليس الإقصاء ، وتوجيه إصلاحات نظام الحكم العالمي بمبدأ الإنصاف والعدالة.
وللعلم : لطالما كانت الصين شريكًا استراتيجيًا مهمًا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في مجال التعاون بين بلدان الجنوب، وأبرز الإسهامات الصينية بخصوص دعم منظمة(الفاو):
1- تبرعنا بما مجموعه 130 مليون دولار لبرنامج الفاو للتعاون فيما بين بلدان الجنوب.
2- أرسلت الصين عددًا كبيرًا من الخبراء والموظفين الفنيين إلى دول في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ودول جزر المحيط الهادئ.
3- منذ بداية انتشار كوفيد -19 ، استجابت الصين بنشاط لنداء الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى من خلال تقديم مساعدات غذائية طارئة للعديد من البلدان.
4- أشاد المجتمع الدولي على نطاق واسع بإسهام الصين في استقرار إنتاج وإمدادات الغذاء في العالم.
5- شدد الرئيس شي جين بينغ على أهمية الحفاظ على الغذاء في العديد من المناسبات. في عام 2021م، عقدت الصين المؤتمر الدولي حول فقد الأغذية وهدرها ، والذي لقي استجابة حارة من المجتمع الدولي بما في ذلك الدول الأعضاء في مجموعة العشرين.
لا خاتمة لهذا الموضوع أفضل من الكلمة التي ختم بها السفير الصيني بإيران كلامه فيها، حيث قال:” في الوقت الذي يزيد فيه الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية من تفاقم عدم التوازن بين العرض والطلب ويحدث أثرًا شديدًا على البلدان النامية ، فإننا ندعو جميع البلدان إلى تحمل المسؤولية المشتركة. يجب علينا زيادة الإمدادات الغذائية عن طريق تثبيت الإنتاج وتقليل فقد الغذاء وضمان قناة إمداد سلسة ، وفي نفس الوقت تقليل هدر الطعام وبذل جهود جادة في الحفاظ على الغذاء من أجل حماية الأمن الغذائي العالمي”.
بقلم ساعود جمال ساعود