ميناء بيرايوس
من أكبر الموانئ واقدمها في البحر الأبيض المتوسط، يقع في مدينة بيرايوس على شواطئ اليونان، وهو الميناء الرئيسي في أثينا والمركز الصناعي في اليونان ونقطة انطلاق المسافرين إلى جزر بحر إيجه.
انه المكان الثاني أهمية بالنسبة للصين بعد قناة السويس وهو نقطة البداية الأهم على خارطة “الحزام و الطريق” الى أوروبا.
الميناء ذو التاريخ الأسطوري كما يصفه اليونانيون:
القائد ثيموستوكليس أول من شجع الأثينيين على بناء ميناء في شبه الجزيرة، و ذلك في القرن الخامس قبل الميلاد حيث أحاط الميناء بسور عال وطويل محولاً الموقع إلى ميناء عسكري للأسطول الأثيني. بعد ذلك تم تخطيط المدينة في عهد بريكليس على يد المهندس هيبوداموس، وأصبحت بيرايوس مرفأً للأسطول الأثيني خلال حروب أثينا اللاحقة وتم ربط المدينتين سويةً عبر الأسوار الدفاعية الطويلة.
تم تدمير الميناء وأسواره عندما سقطت أثينا بيد الإسبارطيين، وفي عام 393 ق.م. أُعيد بناء قسم من الأسوار ولكن الميناء دُمِر من جديد جزئياً على يد الرومان عام 86 ق.م. وكلياً على يد الغوط عام 395 م.
خلال القرون الوسطى كان الميناء يستخدم على نطاق ضيق من قبل السكان المحليين. استمر هذا الأمر حتى منتصف القرن التاسع عشر حيث عرفت بيرايوس نمواً سريعاً وخاصة بعد عام 1922 عقب تدفق لاجئي آسيا الصغرى، وبعد الحرب العالمية الثانية كانت المدينة مركزاً لخطط حكومية كبيرة لتوسيع الميناء وتعزيز القاعدة الصناعية.
في عمق التاريخ
كان لدى الصينين القدماء اتصال مع الإغريق عبر التجار والسفن والقوافل التجارية كما ذكرت الكتب الصينية القديمة اتصالات ما بين الأسر الحاكمة في الصين و الإمبراطورية البيزنطية بدءاً من اسرة تانغ وحتى اسرة يوان وحافظت السلالات الحاكمة على جميع المراسلات ما بين الصين و بيزنطة.
استضافت الأسر الحاكمة البعض من الأوربيين ليعيشوا في الصين ويكونوا فعالين في شؤون الحكم ومنهم أطباء و مهندسين وعلماء فلك و مترجمين . وذكر أطفال الاوربيون القدماء الذين عاشوا في الصين من خلال أسمائهم الصينية و التي تشبه الأسماء المسيحية مثل الياس ( لي ) أو ( يي لي آه ) ، لوك ( لوكو ) ، انتوني ( آن تون ) .. الخ .
العصر الحديث
على الرغم أن الصين و اليونان كانا أعداء في السنوات الأولى للحرب الباردة، حيث واجه جيوشهم بعضهم البعض بشكل مباشر في الحرب الكورية، إلا أن العديد من مالكي السفن اليونانيون ساعد بشكل كبير الحكومة الصينية آنذاك من خلال كسر الحظر التجاري المفروض على الصين من قبل معظم الدول الأوربية، حيث تم نقل البضائع سراً الى الموانئ الصينية.
عام 1972 و بعد انضمام جمهورية الصين الشعبية إلى الأمم المتحدة ، اعترفت اليونان بجمهورية الصين الشعبية و قطعت علاقاتها مع تايوان.
في الثمانينات تم تعزيز العلاقات بين الطرفين عندما سعى رئيس وزراء اليونان ( أندرياس باباندريو ) إلى حلفاء من خارج أوربا و الولايات المتحدة الأمريكية، في سياسته المتمثلة في مواجهة تركيا بشأن النزاع حول قبرص وبحر ايجه .
حقبة الاتحاد الأوربي
وصل عدد السياح الصينيون في اليونان سنوياً قبل ظهور جائحة كورونا الى حوالي / 800 / ألف سائح وجزء منهم تحول الى مستثمرين في اليونان و أوروبا .
الصين تمتلك رأس المال و اليونان ترغب في الاستثمارات الصينة، لذلك منحت اليونان منذ عام 2013 تأشيرات ذهبية لمن يشتري عقارات في اليونان ، ومنحت أكثر من 6000 تأشيره ذهبية للصينيين.
هكذا انقذت اليونان نفسها من انهيار سوق العقارات حينها، وتمكن الصينيون من الحصول على التأشيرات و الدخول بحرية الى الأسواق الأوربية وزيادة استثماراتهم هناك، ومع بداية جائحة كورونا أوقفت اليونان العمل بالتأشيرات وتوقفت سوق العقارات.
والملاحظ أن أغلب المستثمرين ومشتري العقارات الصينين في اليونان هم من الطبقة الوسطى الصينية وهي طبقة تتوسع بسرعة وتنمو اعمالها بشكل مضطرد في اليونان و أوروبا.
تمتلك الصين 51 % من ملكية ميناء بيرايوس منذ عام 2016 وحتى عام 2052 وهو المحطة الرئيسية لتبادل البضائع مع أوروبا، وهو أحد أهم النقاط الرئيسية في طريق الحرير البحري في مبادرة “الحزام والطريق”.
في عام 2014 ، كان 78 مواطناً صينياً عالقون في ليبيا أثناء اشتداد المعارك هناك، وتم اجلاؤهم بواسطة الفرقاطة البحرية اليونانية ( سلاميس ).
2017 اليونان منعت الاتحاد الأوربي من اصدار بيان ” ادانة العدوان الصيني في بحر الصين الجنوبي “.
2019 هو العام الذهبي للتتويج العلاقات الصينية اليونانية حيث زار رئيس الصين الحالي شي جين بينغ اليونان وتم انضمام اليونان رسمياً الى مبادرة الحزام و الطريق وافتتح بنك الصين اول فرع له في اليونان.
تعهدت حكومة الصين باستثمارات بقيمة ( 600 مليون يورو ) في اليونان في الاعوام القليلة القادمة بعد انضمام اليونان الى الحزام والطريق.
22 نيسان 2020 الصين تقدم مساعدات طبية أثر جائحة كورونا ومازالت تقدم الدعم الطبي اللازم لليونان.
الهدف الحالي هو انشاء سكة حديد تبدأ من أثينا إلى بودابست تمر عبر بلغراد و سكوبي.
العلاقات الصينية الاوربية – الجزء الأول : الصين و اليونان
دراسة اعدت من قبل فريق صحيفة طريق الحرير
نيسان – دمشق – 2021