مظاهرات واحتجاجات شعبية في دير الزور ضد مسلحي قسد التابعين لأمريكا وحراسها لسرقة نفط أبنائنا، تطوُرٌ وصل حد إخراج قسد من 8 قرى ومناطق كانت تحتلها، وتدمير مواقع لهم إضافة لأسر 4 منهم، واحتجاز عربة همر أمريكية.
أسئلة الشرق المتكاثرة سأختصرها هنا قبل البدء بأسئلة سوريا كلها.
لماذا نتساءل عن بديهية الحق في أن يدافع أبناء العشائر عن أرضهم، ورد ظلم مرتزقة المحتل؟
هل تحمل العشائر السورية من الغضب والتهميش اليوم، أقل مما تحمله الأحزاب ال12 الكردية في المجلس الوطني؟
هل يقبل الأكراد كما العرب اختصار المكون الكردي الكبير بقسد التي لا تتجاوز ال 27 بالمئة من الأكراد أنفسهم، والذين يحملون من التنوع والفكر ما يتجاوز قسد بعشرات المرات؟
ألا يؤكد هذا أن توصيف المقاومة التي نفترض نشوئها بأنها مقاومة لمحتل أمريكي سيتبعه التركي أيضاً، ولكن ضد أدواته التي يضعها الأمريكي في الواجهة مبدئياً؟
غضب عشائري، يتحدث قادة قسد عن بدء احتوائه فعلاً، ولكن الواقع يتحدث بأرقام ورؤى مختلفة جداً، وتحمل تطورات دراماتيكية وجغرافية، وثم ديموغرافية تعكس تخوفهم منها؟
أولاً هل يمكننا فصل الحدث الأخير عن الخط البياني لتطور أعمال الغضب الشعبي التي ارتفعت خلال الأشهر الأخيرة إلى أربعة موجات من المظاهرات بعشرات القرى في كل الشرق السوري.
ليتبعها 10 عمليات أمنية، من تفجيرات لمواقع ومخازن أسلحة لقسد وصولاً لدورياتها، ناهيك عن مواجهات لمواطنين عزل ضد مواكب أمريكية.
ألا يعتبر هذا التطور بيئة متصاعدة توّجها بيان العشائر بإطلاق المقاومة ضد أمريكا وتركيا.
وفي الطرف الآخر هل ينكر قادة قسد أن نوعية مقاتليهم ومنذ 2015 بدأت تتحول لمصلحة العرب، حتى وصلت اليوم إلى ال60 بالمئة مقارنة بالأكراد، وذلك بعد هجرة أكثر الشباب الكردي منهم إلى الخارج.
ثم هل يعرف باقي المكونات الكردية في الحسكة، لماذا لم يعوض القسديون هذا النقص بباقي المكونات الكردية من برزانية وآزادية وأحزاب المجلس الوطني.
إذاً تراجع ديموغرافي في قسد يواجه تزايداً في الغضب والتنظيم من قبل العشائر، لن تكون حصيلته أقل من ثورة تعيد ترتيب الأوراق هناك حسب وزنها الحقيقي.
ناهيك عن وعي وطني بدأ يعود للأنتشار هناك أولاً، بسبب تردي الوضع الاقتصادي الذي بدأ يقلل من الإغراءات التي طالما كممت الأفواه، إضافة إلى تورط قسد باغتيال قيادات وطنية، وهو ما سيضعف حججها، ويعري حجج الأمريكي، ويظهر ضعفها أمام العرب المتحالفين معها، والذين يشهدون كل يوم جرائم قسد ضد أبناء عشائرهم، وهو ما بدأ يظهر من خلال الإنشقاقات الكبيرة للمكون العربي داخل قسد.
أما من ناحية التوقيت، فقد اختار هذا الحدث الذي يحاول البعض تقزيمه لحالة غضب عفوية، بعيداً عن كونه حدث عرضي أو مدروس، فلتقاس الأمور بزاوية اشمل، اختار التوقيت جاء ما قبل الإنتخابات الأمريكية، وهو ما سيقيد القوات الأمريكية في التدخل أو استخدام الطائرات، مع التخوف من عودة مشهد التوابيت إلى أمريكا.
وهو التوقيت نفسه الذي سيجعل حجم الضربة اليوم يساوي عشر أمثالها قبل شهرين ربما.
تخطيط للتوقيت والإنتشار يضاف له إنجاز كبير، لا يمكن معه أن نعتبر ما جرى مجرد حادث عفوي عاطفي، بل استمرارية منطقية لثورة شعب عربي سوري، وسيضمُ له أكراداُ أكثر يرفضون محتلاً أمريكيا، ويرفضون كل من يقفون معه، لأن قسد همشت من الأكراد والسريان ما همشته من العرب، وحولت مشروعها من محاربة داعش إلى شركة حراسة للمحتل الأمريكي، لتأمين سرقة ثرواتنا النفطية والغذائية وإرسالها للأمريكي.
واليوم بعد رفع العلم السوري في ذبيان، يمكن اعتبار المقاومة على سكة الإنطلاق الأكيدة.
بقلم: أمير النور