تعددت المشاريع الغربية في منطقة – ( الشرق الأوسط ؟!) من [الشرق الأوسط الجديد والكبير والفوضى الخلاقة وما يدعى الربيع العربي وحاليا ما يطرحه القادة الصهاينة بضرورة تغيير جوهري في منطقة شرق المتوسط ] وفشلت وستفشل كلها، لأنها تسعى إلى تجاهل سكان المنطقة وربط اقتصادها بعجلة الاقتصاد الغربي بشكل عام و( الأنكلو سكسوني والفرنسي ) بشكل خاص ، وغزة هاشم ومقاوميها ومحور المقاومة ستتمكن من وأد المشاريع الصهيو أمريكية الغربية وفي مقدمتها مشروع إسرائيل الكبرى وترحيل الفلسطينيين خارج أرضهم ولو ترافق مع ثمن كبير من الدماء والشهداء والدمار والمجازر بحق المدنيين والأطفال وكبار السن وتدمير للبشر والشجر والحجر، الكيان الصهيوني لن يتوقف إذا استطاع عند حدود غزة الحبيبة ، بل ان قادته ينكرون وجود ارض اسمها فلسطين وشعب فلسطيني متناسين حقائق التاريخ والجغرافية وبأن ( هيرودوت ) في القرن الخامس قبل الميلاد استخدم اسم ( فلسطين) للإشارة إلى المنطقة بأكملها بين (فينيقيا ومصر) ، كما ان المسجد الأقصى ذكر في القران الكريم في سورة «الإسراء» بقوله تعالى «سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى…»، والكيان الصهيوني نشأ بفعل القوة بتاريخ 14/5/1948 أي قبل /76/ سنة فقط ؟!، ومع الدعم الامبريالي والليبرالية المتوحشة زادت غطرسته وتجاهله للقرارات الدولية مثل ( 242 و338و 497 بخصوص الجولان المحتل وحل الدولتين والمبادرة العربية سنة 2002 ) وغيرها، ومع الحكومة اليمينية الصهيونية الحالية برئاسة ( الصهيوني بنيامين ناتنياهو وإيتمار بن غفير وزير الأمن القومي الصهيوني وهو من حركة ( كاخ ) التي أسسها المتطرف ( مائير كاهانا ) ووزير المالية ( بتسلئيل سموتريتش) زعيم حزب ( الصهيونية المتدينة ) وغيرهم ، وتطالب هذه الحكومة بترحيل الفلسطينيين إلى خارج فلسطين ( تران سفير ) سواء إلى ( مصر او الأردن ) أو غيرهما .هذا الكيان لا يفهم إلا لغة القوة ، ولكن السؤال يتركز حول أسباب الدعم ( الغربي الليبرالي ) لهذا الكيان؟ هل لأسباب دينية أعتقد بطلان هذا الادعاء بدليل وجود الكثير من يهود العالم ضد الكيان الصهيوني مثل (حركة ناطوري كارتا” (Nature Karta) تعني بالآرامية “حارس المدينة”، وهي حركة دينية يهودية مناهضة للصهيونية، ولا تعترف بدولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتعتبر أن قيام دولة لليهود لا يكون بسلب شعب آخر أرضه، وكذلك المظاهرات اليهودية حتى في نيويورك ضد مجازر غزة …الخ )، برأينا ان القادة الغربيين الذين دعموا الكيان الصهيوني هم ممثلي تمركز راس المال وراس المال المالي وهو اندماج (رأس المال التجاري مع الصناعي ) ، وهؤلاء مصلحتهم في قهر الشعوب وتسخير كل الموارد الاقتصادية والمالية لاستمرار القطبية الأحادية الامريكية ، ومنطقتنا فيها الكثير من الموارد ، ولضمان استمرار سيطرتهم لابد من توفر عاملين أساسيين وهما :
السيطرة على منطقة شرق المتوسط لأهميتها الاستراتيجية فهي تحوي أكثر من /50%/ من احتياطي النفط العالمي وحوالي /48%/ من احتياطي الغاز العالمي والكيان الصهيوني هو حارس لهذه الطغمة المالية .
السيطرة على البحر الأبيض المتوسط الذي تتركز به ثروات كبيرة وخاصة ( النفط والغاز ) وغيرهما فقد قدرت (هيئة المسح الجيولوجي الأميركية) وجود / 122 / تريليون م3 من الغاز غير المكتشف قبالة سواحل (سوريا ولبنان “وإسرائيل” وغزة وقبرص). بالإضافة إلى / 107 / مليارات برميل من النفط .
والدليل على ذلك هو أن المعلومات تؤكد ان الكيان الصهيوني يسعى لاستخراج الغاز من حقل (غزة مارين) ،ولكن المقاومة له بالمرصاد ، وهذا سبب تصريحات القادة الصهاينة بانهم يتمنوا لو يناموا ويبتلع البحر الأبيض غزة هاشم والتي تقع على هذا البحر الذي يصل بين (أسيا وافريقيا وأوروبا) ومرتبط بالبحر الأحمر والمحيط الأطلسي وتطل عليه /24/ دولة وهو شريان التجارة العالمية وعلى شواطئه تبدأ المنافسة بين مشروعي ( الحزام والطريق الصيني ) و(الممر الهندي) الذي يمتد من ( الهند فالإمارات فالسعودية فالأردن ففلسطين ( الكيان الصهيوني ) وتحديدا بالقرب من ( غزة ) وتم التخطيط لهذا المشروع قبل جرب غزة مباشرة وعلى هامش اجتماع قمة الدول العشرين في الهند سنة /2023/ ، وهذا استدعى دول الغرب لإرسال بوارجها وحاملات طائراتها لمحاصرة شرق المتوسط وأيضا كل من ( روسيا والصين ) ،وبإملاءات أمريكية للمنظمات الاقتصادية الدولية بدأ قادة هذه المنظمات مثل [(كري ستالينا جور جيفا) رئيسة صندوق النقد الدولي – رئيس البنك الدولي ( أجاي بانغا ) – رئيسة منظمة التجارة العالمية ( نجوزي أوكونجو إيويالا ] يحذرون من تداعيات الحرب ويتعاطفون مع الكيان ، كما أكدت وكالة ( بلومبيرغ ) على ان التداعيات الاقتصادية العالمية للحرب سيكون وفقا لثلاثة ( سيناريوهات أو احتمالات ) ستؤثر على سعر النفط وبالتالي على معدل النمو الاقتصادي وهي [ إذا بقيت الحرب محدودة فسيرتفع سعر برميل النفط بحدود /10%/ أي إلى سعر /100/ دولار، وإذا توسعت إلى دول الجوار سيترفع بحدود /30% / وسيصل إلى /115/ دولار وإذا امتدت إلى ايران فقد يرتفع بحدود /200% وقد يصل سعر البرميل إلى /170/ دولار، وهذا سيترافق مع تراجع معدلات النمو بما يتناسب مع كل سيناريو ، وكل هذا سيؤدي إلى ان يدخل الاقتصاد العالمي في الكساد والركود ، لذلك لابد برأيهم من القضاء على غزة والمقاومة والسيطرة على البحر الأبيض المتوسط فالصراع هو على الوجود وليس على الحدود . ومما سبق يتبين لنا أن غزة تدافع عن منطقة شرق المتوسط بأكمله وهي في قلب البحر المتوسط . وستتحرر فلسطين والجولان بفضل فعل المقاومة ، والتاريخ يعلمنا ان المملكة المتحدة البريطانية احتلت ( جزيرة هونغ كونغ) من سنة /1841/ وحتى /سنة /1997 أي لمدة /156/ سنة ثم عادت إلى وطنها الأصلي بحكم القوة والامثلة كثيرة والمقاومة تجسد أن الحق لا يعود إلا بالقوة .
أ.د: حيان أحمد سلمان .