انتصار السلام
في ال10 من مارس الجاري، أصدرت جمهورية الصين الشعبية والمملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية بيانًا ثلاثيا مشتركا. وأعلن البيان أنه من خلال المحادثات التي استضافتها الصين، توصلت السعودية وإيران إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما في البلدين خلال مدة أقصاها شهران، وحل الخلافات بين البلدين من خلال الحوار والدبلوماسية. بالإضافة إلى ذلك، كما اتفقتا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، الموقعة في 1422/1/22 هـ الموافق 2001/4/17م والاتفاقية العامة للتعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة بتاريخ 1419/2/2 هـ الموافق 1998/5/27م.
قال وانغ يي، مدير المكتب للجنة الشؤون الخارجية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بعد ترأسه الحفل الختامي للحوار الذي استضافته بكين بين السعودية وإيران، إن هذا انتصار للحوار والسلام، انه يقدم أخبارا جيدة للغاية ويرسل إشارة واضحة إلى العالم المضطرب الحالي.
استئناف العلاقات بين السعودية وإيران، لماذا في الصين؟
أولا، لأن الصين تدعو السلام بشكل حقيقي وتأمل بصدق أن يودع الشرق الأوسط عدم الاستقرار ويحافظ على السلام لفترة طويلة، فقط بهذه النوايا الصادقة يمكن أن يكون من الممكن الحصول على اعتراف وثقة الدول المعنية. إن الصين ليست فقط دولة صديقة للمملكة العربية السعودية، ولكنها أيضا دولة صديقة لإيران، علاوة على ذلك، ليس للصين أي مصالح خاصة في الشرق الأوسط، ودائما ما تروج لمحادثات السلام. لقد لاحظ العالم الخارجي أن الرئيس الصيني زار المملكة العربية السعودية العام الماضي، كما زار الرئيس الإيراني بكين منذ وقت ليس ببعيد. وجاء في البيان المشترك أن حوار بكين بين السعودية وإيران استجابةً لمبادرة كريمة من الرئيس الصيني بدعم الصين لتطوير علاقات حسن الجوار بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ثانيا، الصين دولة موثوقة. لكون وسيطا يحمل حسن النوايا والمصداقية، خفت حدة النزاعات بين الجانبين بوساطة الصين، الأمر الذي يعكس أيضا الاعتراف بمصداقية الصين ونفوذها. إن اتخاذ خطوة تاريخية بين إيران والسعودية سيسهم بلا شك في استقرار سوريا، وسلام العراق، وتسوية الأوضاع في اليمن، وستحدث تغييرات إيجابية في العديد من قضايا الشرق الأوسط.
ثالثا، يوضح هذا الاتفاق أن فلسفة التنمية الصينية يمكن أن تتوافق بسهولة مع التطلعات المشتركة لجميع دول العالم من أجل السلام والتنمية. في البيان المشترك، أعربت الصين والسعودية وإيران عن استعدادهم لبذل كل جهد ممكن لتعزيز السلام والأمن على الصعيدين الدولي والإقليمي.
إن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران هي بداية لمستقبل مشرق لآسيا. والشرق الأوسط ملك لشعوب الشرق الأوسط، ومصير الشرق الأوسط يجب أن يكون في أيدي شعوب الشرق الأوسط. هذه المرة ساهمت الصين في الخطوات التاريخية التي اتخذتها السعودية وإيران، كما جعلت دولا أخرى في العالم ترى حقيقة أن قوة الصين ليست تهديدا للعالم، ولكنها قوة دافعة قوية للعالم لتحقيق سلام دائم وتنمية مستدامة. ووفقا للإصدار الرسمي للصين لـ “الوثيقة المفاهيمية لمبادرة الأمن العالمي”، ستواصل الصين لعب دور بناء في التعامل الصحيح مع القضايا الساخنة في عالم اليوم وفقا لرغبات جميع البلدان وإظهار مسؤوليتها كدولة كبيرة.
بقلم تيان جيانينغ
إعلامية صينية في قناة CGTNArabic