تستمر التجاذبات السياسية بين الأمريكي وحلفائها الذين يعلن مراراً وتكراراً التزامه بمصالحهم وحمايتهم بشأن السياسة الأمريكية تجاه إيران، على نحو يفرض عليه أتخاذ إجراءات من شأنّها الموازنة بين مصالحها ومصالح حلفائها والحديث هنا على المفاوضات النووية الراهنة.
حيث تحاول اسرائيل جاهدة الحيلولة دون توقيع الاتفاق لأسبابها الخاصة التي يتذرع بها قادتها رغم أن الاتفاق سيكفل مدنية النووي الإيراني وتلاشي شبح العسكرة إلا أن الهواجس الإسرائيلية مما تسمية مغبات رفع العقوبات اقتصادية وطرق تصريفها؛ هذه القلق الذي لا يتعدّى الذريعة لأن أمريكا أعلنت أن بعض العقوبات وليس بأجمعها سيتم رفعها في حال نجحت المفاوضات.
ولعل الخيار الأمريكي الوحيد هو الموازنة بين حلفائها واتخاذها إجراءات من شأنها نجاح المفاوضات النووية وذلك لأن رفض اسرائيل للمفاوضات يقود أمريكا لعدم إغضاب ربيبتهم بالشرق الأوسط، وبالمقابل تزايد حاجة الأوربي للنفط والغاز الإيراني ستجعل أمريكا تخضع لضغط حلفائها ذي أصبح أمنهم القومي بوضع خطير يستدعي حلاً حاسماً.
ما حصل بالأمس يثبت صحة منطق الموازنة حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، ” أن رئيس جهاز الموساد، ديفيد برينع، سيسافر إلى واشنطن يوم غد الاثنين بهدف شرح موقف تل أبيب حول مخاطر الاتفاق النووي مع إيران”، وأوضح قائلاً: ”نجري حملة مكثفة تسعى إلى منع التوقيع على اتفاق نووي خطير بين إيران والدول العظمى”.
واليوم خلال مؤتمر صحفي أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أن بإمكان بلاده تزويد أوروبا باحتياجاتها من الطاقة، إذا ما نجحت المفاوضات ورفعت العقوبات الأحادية عنها.
والجدير بالذكر إن قرار قمة السبع سينعكس سلباً على الدول الأوروبية بتحديدها سقف سعر النفط الروسي، لأن البدائل النفطية المتاحة لهم، لا توصلهم لحالة التكافؤ مع النفط الروسي وهم بحاجة روسيا وليست بحاجتهم بعد توفيرها البديل الأسيوي، وتحديد قيمة المبادلات بعملات غير الدولار.
التي تعاني من مشكلات في توفير احتياجاتها من الطاقة، وإذا ما نجحت المفاوضات وتم رفع العقوبات الأحادية عن إيران، فإنه يمكن لها أن تزود أوروبا بالمزيد من احتياجاتها، وكل ما يتوجب على إيران في هذا الوقت أن تقوم بحماية وجودها في سوق الطاقة حتى في ظل أشد العقوبات، ويبقى الأمر معلقاً على الإرادة الجادّة السياسية من أطراف المفاوضات الأخرين، فإيران صاحبة مصلحة حقيقية وتتوق للوصول إلى أرضية للوصول إلى اتفاق جيد.
بالنتيجة قرار قمة السبع بتحديد سقف سعر النفط الروسي ليس سوى إجبار الأوربيين على التكاتف سورية في تحمل أزمة الطاقة ومنعهم من أتخاذ إجراءات فردية وظناً منهم أن روسيا ستصدر بالسعر المحدد بالشكل الذي يقلل إيراداتها المالية، ولكن في ظل حسابات روسيا الاستراتيجية وإعتمادها الشركاء الأسيويين كأسواق تصريف للروسي، وفي ظل الحاجة الأوربية للطاقة الإيرانية فإن المفرزات العكسية لهذا لقرار قمة السبع، ستقود لتوجيه المفاوضات لصالح إرضاء إيران بما في ذلك الضغط على الأمريكي كي لا يتصلّب بمواقفه.
بقلم الدكتور ساعود جمال ساعود