حوكمة الذكاء الاصطناعي هي نظام من المبادئ والقواعد الناظمة والممارسات التي تهدف إلى ضمان تطوير واستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وأخلاقية. تهدف حوكمة الذكاء الاصطناعي إلى تحقيق التوازن بين الفوائد والمخاطر المرتبطة بهذه التكنولوجيا، وضمان استخدامها بطريقة تعود بالنفع على المجتمع ككل.
جديد اليوم أنه تم التوصل إلى اتفاق جول أخلاقيات حوكمة الذكاء الاصطناعي، تدعو هذه المبادرة إلى تعزيز نظام أخلاقيات الأنشطة البحثية التعاونية الدولية في مجال الذكاء الاصطناعي، والامتثال لها، لذا نحتاج إلى العودة إلى التعريف السابق لندلل على الدولية بوصفها نطاق لمشروع حوكمة الذكاء الاصطناعي أي بين جمع من الدول المستخدمة لهذه التقنيات وذلك من منطلق الخطورة التي يمكن أن تنجم عن استخدامها بصورة غير مسؤولة كما في الحالة الإسرائيلية التي استخدمت خورازميات الذكاء الاصطناعي لتدقيق مسار الصواريخ التي استعملتها ضد شعب غزة ومنها خوارزمية الأنجيل وخوارزميات برنامج النار.
وتم التوصل إلى اتفاق دولي بشأن مسألة أخلاقيات حوكمة الذكاء الاصطناعي على أساس المشاركة الواسعة، والعمل على صياغة إطار ومعايير وقواعد للحوكمة الدولية تكون بمثابة أسس ناظمة للإستخدام وكيفية التوجيه وأهدافه مع توضح آليات المساءلة الخاصة في حال إساءة الاستخدام ، وحتى الأمور السيادية تدخل في هذا الحيز مباشرة حيث تنص القواعد الناظمة على الاحترام الكامل لمبادئ وممارسات حوكمة الذكاء الاصطناعي الوطنية القائمة في مختلف الدول، هناك العديد من الفوائد لحوكمة الذكاء الاصطناعي، تشمل:
- زيادة الثقة في أنظمة الذكاء الاصطناعي: من خلال ضمان أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تُطور وتُستخدم بطريقة مسؤولة وأخلاقية، يمكن زيادة ثقة المستخدمين في هذه التكنولوجيا.
- تقليل المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي: يمكن أن تساعد حوكمة الذكاء الاصطناعي في تقليل المخاطر المرتبطة بهذه التكنولوجيا، مثل التحيز والتمييز والضرر.
- تعزيز الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي: يمكن أن توفر حوكمة الذكاء الاصطناعي إطارًا واضحًا لمطوري أنظمة الذكاء الاصطناعي، مما قد يساعد في تعزيز الابتكار في هذا المجال.
ونظراً لفوائد حوكمة الذكاء الاصطناعي فقد أكدت الجمهورية العربية السورية أهمية هذه المبادرة في إرساء مجموعة من الضوابط التي يجب أن يتم اتباعها فيما يتعلق ’بحوكمة الذكاء الاصطناعي’ من بينها إعطاء الأولوية للأخلاقيات، وتوضح آليات المساءلة الخاصة، وتوجهت بالشكر للرئيس الصيني وجمهورية الصين الشعبية على حرصها الكبير واسهاماتها الغنية في تعزيز كل ما فيه خير للبشرية.
يذكر أن الرئيس تشي جي بينغ قد أعلن في نهاية عام 2023 أن بلاده الصين تعتزم إطلاق “المبادرة العالمية لحوكمة الذكاء الاصطناعي” التي تمثل نهجاً لمواجهة الشواغل العالمية المتعلقة بتنمية الذكاء الاصطناعي وحوكمته وترسم خططا للمناقشات الدولية ووضع القواعد في هذا الصدد.
وقال المتحدث حينها أن هذا يأتي في إطار الجهود النشطة التي تبذلها الصين لتعزيز رؤية مجتمع مصير مشترك للبشرية ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، وأن الذكاء الاصطناعي يمثل مجالا جديدا للتنمية البشرية وهو مجال يقدم فرصا كبيرة، وتصاحبه في الوقت ذاته مخاطر وتحديات يصعب التنبؤ بها وتتطلّب استجابة عالمية، وهنا نشير إلى بعض هذه التحديات التي تواجه حوكمة الذكاء الاصطناعي من قبيل ما يلي:
أولاً: التطور السريع للذكاء الاصطناعي: يمكن أن يكون من الصعب مواكبة التطور السريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من خلال الأطر التنظيمية.
الاختلافات الدولية في القوانين والأنظمة: يمكن أن تجعل الاختلافات الدولية في القوانين والأنظمة من الصعب وضع إطار عالمي لحوكمة الذكاء الاصطناعي.
نقص الخبراء في مجال حوكمة الذكاء الاصطناعي: هناك نقص في الخبراء الذين لديهم المعرفة والمهارات اللازمة لتطوير وتنفيذ إطار لحوكمة الذكاء الاصطناعي.
وبالمجمل تنبع أهمية حوكمة الذكاء الاصطناعي لضمان تطوير واستخدام هذه التكنولوجيا بطريقة مسؤولة وأخلاقية. ويذكر جاء هذا الإعلان في كلمة رئيسية ألقاها في مراسم افتتاح الدورة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في بكين.