دمشق/27/3/سانا
بهدف الاحتفاء بالمعجم التاريخي للغة العربية ودوره في التوثيق الشامل لمسيرة لغة الضاد عبر العصور، نظم مجمع اللغة العربية في دمشق بالتعاون مع مجمع اللغة العربية في الشارقة ندوة فكرية بعنوان “المعجم التاريخي للغة العربية بين الواقع والمأمول” استضافتها مكتبة الأسد الوطنية بحضور شخصيات رسمية وفكرية ولغوية من سورية ومختلف أقطار الوطن العربي.
وركزت الندوة على الأهمية الكبيرة لهذا المعجم الذي يشرف على اصداره اتحاد المجامع اللغوية العربية بمبادرة من حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وشارك في إعداده /500/ باحث ولغوي واكاديمي من /13/ مجمعا لغويا، وصدر منه لغاية الآن /67/ جزءا، ويشمل آلاف البحوث والدراسات المتعلقة باللغة والنحو والبلاغة والادب والفكر والفنون وشؤون الاجتماع وجوانب الحضارة وسائر مواطن الابداع العلمي التي شهدتها اللغة العربية.
واستعرض وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام ابراهيم في كلمته اسهام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في سورية من خلال عدد من أساتذتها في الكليات الجامعية بالتعاون مع مجمع اللغة العربية عبر مسيرته في وضع المصطلحات بالعربية أو تأليف الكتب الجامعية معتمدة على المصطلحات العلمية التي وضعها المجمع مشيرا الى ان هؤلاء الأساتذة كانوا مثالا وقدوة في حرصهم على سلامة اللغة العربية حتى غدت سورية مضرب المثل على الصعيد العربي في تعليم جميع مواد المعرفة باللغة العربية مثمنا جهود المجمع الكبيرة في اعلاء شأن لغتنا العربية التي تعد من صلب مهامه وأهدافه ماضيا وحاضرا ومستقبلا.
وقال رئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية الدكتور حسن الشافعي في كلمة له عبر تطبيق الزوم.. “ان اعداد المعجم التاريخي للغة العربية هو العمل الحضاري العلمي الذي انجز بالنسبة لسائر اللغات العالمية في عالمنا الحاضر وفكرنا المعاصر وهو عمل قومي بامتياز، مبينة اهمية ان تشحذ امكانات الامة العلمية والفكرية والمادية على مستو قومي وعلى صعيد جامع اممي ولا ينفرد فيه فريق دون فريق او بلد دون اخر او مجمع دون اخوانه من المجامع الاخرى املا بالعمل المتواصل على اتمام المعجم التاريخي خلال العام القادم لتكتمل الاجزاء المئة او اكثر.
واشار رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق الدكتور محمود السيد إلى أن المعجم التاريخي للغة العربية جمع كلمات اللغة، وصيغها وتراكيبها من منابعها الحية في جميع العصور، وفي ميادين المعرفة كافة، متتبعا الأصول اللغوية العربية في النقوش العربية القديمة، ولغات الممالك القديمة في بلاد الشام والعراق وغيرهما كالأكادية والآرامية والسريانية، ما يجعل لهذا المعجم مصدراً لدراسات في الدلالات والألفاظ والتراكيب والدراسات المهتمة بإغناء اللغة وزيادة رصيدها ويفسح المجال لإجراء المزيد من البحوث والدراسات.
واستعرض الامين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة الدكتور امحمد صافي المستغانمي خطوات تنفيذ هذا المشروع بالتعاون بين مجمع الشارقة ونظرائه في المجامع العربية وتدريب العاملين فيها على مراحل الإنجاز، وتشكيل لجنتين علمية وتنفيذية تضم كبار الخبراء ووضع خطة محكمة لإطلاق هذا الإصدار الذي سيكون معجم المعاجم ومرجع المراجع للاكاديميين والباحثين واللغويين، مبينا أن الأجزاء المطبوعة من المعجم تشمل حروف العربية من الألف للضاد، وبقي ثلاثة عشر حرفا قيد الإنجاز.
وبين الامين العام لاتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية الدكتور عبد الحميد مدكور ان هذا المعجم سيمثل عند اكتماله درة المجامع اللغوية قديمها وحديثها وهو يحقق جمعا كبيرا لم تشهد اللغة العربية له مثيلا من قبل، وسيكون مرجعية كبرى في مختلف صنوف الإبداع على مستوى العالم.
واعتبر المدير العلمي للمعجم التاريخي للغة العربية الدكتور مأمون وجيه ان المعجم انجاز القرن الذي انتظره اللغويون والمثقفون العرب في كل مكان، ولاسيما بعد تعثر عدة محاولات في هذا المجال، قبل أن يتبنى المبادرة الشيخ سلطان القاسمي الذي رعى هذا المشروع من الالف الى الياء ودعمه بشتى السبل، لتحقيق هذا الانجاز الذي جاء ثمرة جهود متواصلة وعمل جماعي خلاق شارك بصناعته جميع المجامع العربية ليكون اول انجاز علمي عربي جماعي.
وقال وجيه.. “ان ابرز ما تميز به هذا المعجم تفرده بالتأريخ، فهو سجل لغوي يؤرخ قصة اللغة ويبين شجرة النسب اللغوية لكل كلمة وكيف تفرعت الاصول وتطورت وانجبت اجيالا من الالفاظ والدلالات عبر العصور متتبعا تواريخ ميلاد تلك الالفاظ ودلالاتها واستعمالاتها في كل عصر متعقبا اثارها في النقوش القديمة والكتابات الحديثة ليقدم سجلا تاريخيا دقيقا لالفاظ العربية وتراكيبها، اضافة الى تفرده بجمع لغوي جديد للغة العربية معتمدا على اللغة الحية المستعملة الموثقة في مصادرها المدونة منذ بواكير التاريخ”.