أثيرت ضجّة إعلامية الأمس حول تصرّيح مفاده أنّ الاستخبارات البريطانية تخطط للقيام باستفزاز يعدّه نظام كييف ضدّ محطة زابوروجيه الكهروذرية، هذه المعلومة التي نقلتها ووثقتها وكالة نوفستي عن فلاديمير روغرف رئيس حركة نحن مع روسيا. ومن جملة ما كشف عنه فلاديمير روغوف خطة الهجوم أو التحركات المعادية لروسيا وفق الشاكلة الأتية:
أولاً: “قد تقرّر قوات كييف مهاجمة مستودعات التخزين الجاف للوقود النووي المستهلك”.
ثانياً: ” ويمكن أن يتم ذلك على شكل تفجير إرهابي داخل المحطة الضخمة التي من المحتمل أن تكون فيها مخابئ الأسلحة والمتفجّرات التي أعدّها عملاء المخابرات الأوكرانية مسبقاً”.
ثالثاً: “وقد يتم العمل باستخدام نظائر مشعّة من أصل روسي بهدف اتهام روسيا لاحقاً بذلك”.
وبخصوص تحديده لطريقة الردع والتي يجب على السلطات الروسية القيام بها، فقد أشار روغوف – حسب وجهة نظره – أن الأمر الوحيد الذي يمكن أن يجبر سلطات كييف على التراجع عن تنفيذ هذا الاستفزاز هو دفع جميع المتورّطين فيه لإدراك أنهم سيدفعون ثمناً باهظاً جداً إذا قاموا بذلك.
وبالسياق ذاته يذكر إن النشاط الاستخباراتي الغربي لضرب أهداف حيوية واستراتيجية في الداخل الروسي يتسم بتعدد الجهات القائمة عليه، وقد لا نبالغ أن استخبارات دول الناتو بأجمعه مشتركة بمقدمتها كما بات معلوماً الولايات المتحدة الأمريكية حيث سبق أن أعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز:” أن النزاع في أوكرانيا وفّر فرصة فريدة لتجنيد عملاء في روسيا”. كلام لا يحتاج للشرح، وزعم بيرنز أيضاً في محاضرة ألقاها في بريطانيا أن “عدم الرضا عن العملية العسكرية الخاصّة سيستمر في التهام القيادة الروسية بشكل تدريجي” ، إشارة منه إلى السخط الشعبي على القيادة الروسية، وتناقص شرعيتها بشكلٍ تدريجي، وكمحاولة للتشكيك بصوابية سياسات بوتين على واقع ومستقبل روسيا، والعزف على وتر منعكسات هذه السياسات على علاقات روسيا الخارجية وموقعها ككل في المجتمع الدولي، وليس كما يقول البعض ممن يكتبون في جرائد الخطاب الخشبي السياسي بأن كلام مدير المخابرات المركزية هو إشارة لمجموعة فاغنر التي تمردت احتجاجا على العملية بل كل ما في الأمر سوء تنسيق مع القيادة العسكرية بشخصياتها أمو مصلحية ذات بعد سياسي بالتأكيد لها خفاياها التي لا تظهر على الإعلام.
والجدير بالذكر حركة نحن مع روسيا منظمة تعاونية موالية لروسيا تعمل في منطقة زابورجيا حصراً ، وتدعمها السلطات الروسية، وتوصف بأنّها “حركة اندماج” تدعو إلى انضمام المناطق المحررة حديثاُ إلى الاتحاد الروسي، وكثيراً ما تسرع لإجراء استفتاء في المناطق المضمومة حديثا لروسيا بخصوص الانضمام إلى روسيا.
بقلم د.ساعود جمال ساعود