الرفع الفوري للعقوبات الأحادية الجانب المفروضة على سوريا هو موقف الصين الثابت
أنقاض في كل مكان، ومستشفيات مزدحمة، ومشردون بلا مأوى … الزلزال القوي المفاجئ جلب كارثة أخرى إلى سوريا وأرضها قد عانت من الحرب الطويلة المدى. وما زاد الطين بلة أن الولايات المتحدة وحلفاؤها لم يوقفوا العقوبات الأحادية الجانب “الخانقة”، فالحكومة الأمريكية القاسية لا يهمها سوي مصلحتها والهيمنة، ولا تهتم بالديمقراطية وحقوق الإنسان والإنسانية أبدا. لقد وضعت العقوبات الاقتصادية الشديدة والطويلة الأمد سوريا في وضع صعب للغاية وأضعفت بشكل كبير قدرتها على التعامل مع الكوارث. بسبب العقوبات، لا تستطيع قوات الإنقاذ الدولية والإمدادات الوصول إلى منطقة الكارثة في الوقت المناسب؛ بسبب العقوبات، هناك نقص خطير في الأدوات والمعدات اللازمة للإغاثة من الكوارث لإنقاذ الأشخاص المدفونين تحت الأنقاض؛ بسبب العقوبات، لا توجد أدوية ومعدات طبية كافية؛ بسبب العقوبات، خلال وقت الإنقاذ الذهبي لمدة 72 ساعة، كم عدد الأرواح التي فقدت فرصة الإنقاذ، وكم عدد المصابين الذين سيواجهون إعاقات مدى الحياة. إن “الكارثة من صنع الإنسان” التي جلبتها الولايات المتحدة إلى سوريا هي أفظع من الزلزال.
تتدخل الولايات المتحدة في الأزمة السورية منذ فترة طويلة، حيث تقوم بتدخلات عسكرية متكررة وفرض عقوبات اقتصادية شديدة، مما تسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين في سوريا وجعل من الصعب على الناس الحصول على ضمانات معيشية أساسية. حتى يومنا هذا، لا يزال الجيش الأمريكي يحتل مناطق إنتاج النفط الرئيسية في سوريا، وينهب أكثر من 80٪ من إنتاج النفط، ويهرّب ويحرق مخزون الغذاء السوري، ويخلق كوارث إنسانية بشكل متعمد.
تحت ضغط الرأي العام الدولي، أعلنت الحكومة الأمريكية مؤخرا أنها ستخفف مؤقتا العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، ولكن فقط للمعاملات المتعلقة باحتياجات الإغاثة من الزلزال السوري، بحد زمني يبلغ 180 يوما. وتدعو الصين الولايات المتحدة إلى الرفع الفوري للعقوبات الأحادية الجانب المفروضة على سوريا، بدلا من تقديم عرض سياسي بالإعلان عن “التخفيف المؤقت”.
أرسل الرئيس الصيني شي جين بينغ رسالتي تعاز إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس السوري بشار الأسد على التوالي، وذلك على خلفية الزلازل القوية التي ضربت البلدين، معربا عن أعمق التعازي في الضحايا ومقدما خالص المواساة لأسر الضحايا والمصابين نيابة عن الصين حكومة وشعبا. وعلى الرغم من ضغوط الولايات المتحدة، قدمت الصين لسوريا 30 مليون يوان كمساعدات إنسانية طارئة ومليوني دولار نقدا وإمدادات إغاثة تمس الحاجة إليها. حتى الآن، قد وصلت إلى سوريا إمدادات الإغاثة بما في ذلك 30.000 مجموعة إسعافات أولية، و20.000 بطانية، و10.000 قطعة ملابس قطنية، و300 خيمة قطنية، وأجهزة تهوية، وآلات تخدير، ومولدات أكسجين. كما تسرع الصين في تنفيذ مشاريع مساعدات غذائية لسوريا، منها 220 طنا من القمح في طريقها، و3 آلاف طن متبقية من الأرز والقمح سيتم شحنها على دفعتين في المستقبل القريب. وتبرع الآلاف من الصينيين العاديين بشكل عفوي بالمال والمواد لسوريا، على أمل مساعدة الشعب السوري في التغلب على الصعوبات.
“إن كانت الجنة في الأرض فدمشق لا شك فيها … وإن كانت في السماء فهي بحيث تسامتها وتحاذيها.” تتمتع سوريا بحضارة عريقة وتاريخ طويل وثقافة رائعة وتعتبر ثروة نفيسة للبشرية. وأرسلت الكارثة مرة أخرى نداء قويا لوحدة البشرية، فمصير البشرية مرتبط ارتباطا وثيقا، ومصالح جميع البلدان مرتبطة ارتباطا وثيقا، والعالم مجتمع لا يتجزأ ومصيره مشترك. تشترك الصين في السراء والضراء مع سوريا، آملة في أن تعيد سوريا بناء وطنها الجميل في أسرع وقت ممكن.
تيان جيانينغ (جهراء)
إعلامية صينية في قناة CGTNArabic