لم يقتصر التحالف الأزلي بين سورية وكلا من الصين وإيران على بعده السياسي والاقتصادي، ولعل هذه محض بديهة للعارفين بالجذور التاريخية لعلاقات الشركاء الثلاثة، إذ يتشعب هذا التحالف الأخطبوطي إلى شتى المجالات وعلى مختلف المستويات، وجديد اليوم ما شهدته سورية من غضب الطبيعة عبر زلزال ضارب راح ضحيته البشر والحجر، الأمر الذي لاقى صدى دولي متعاطف لا سيما الأصدقاء على رأسهم الصيني والإيراني.
بالنسبة للصين، أعربت الصين عن استعدادها لإرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى سورية، لمواجهة آثار الزلزال الذي ضربها فجر اليوم.
ونقلت وكالة شينخوا عن المتحدث باسم الوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي شو وي قوله اليوم: إن بكين مستعدة لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة إلى سورية، وفقاً للاحتياجات.
وأعرب وي عن تعازي الصين لأسر الضحايا، وقلقها بشأن الخسائر في الأرواح والممتلكات، مشيراً إلى أنها على اتصال مع سورية.
وعلى الجانب الإيراني، فقد أعرب الرئيس الايراني في رسالة للسيد الرئيس بشار الأسد عن تعازيه بضحايا الزلزال، وأعلن عن استعداد ايران لتقديم المساعدات لمنكوبي الزلزال على وجه السرعة.
وفي سياق متّصل قدّم رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف تعازيه الحارّة في ضحايا الزلزال الذي ضرب سورية فجر اليوم، وأسفر عن سقوط مئات الضحايا.
ودعا قاليباف خلال الجلسة العلنية اليوم لمجلس الشورى الإسلامي بالرحمة لضحايا الزلزال، وأن يلهم أهلهم وذويهم جميل الصبر والسلوان.
من جانبه أعرب الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمره الصحفي الأسبوعي اليوم عن بالغ أسفه وحزنه لهذه المأساة، مقدماً تعازيه لأسر ضحايا هذا الحادث المؤلم، ومتمنياً الشفاء العاجل للمصابين.
وضرب زلزال بقوة 7.7 درجات مئوية فجر اليوم سورية، متسببا بسقوط مئات الضحايا وعدد كبير من الإصابات، وانهيار وتصدع العشرات من الأبنية السكنية.
وفي تغريدة له على تويتر إثر وقوع الزلزال المدمر، كتب حسين امير عبد اللهيان مايلي: ” أُعلن عن تأثري وأسفي العميق والحكومة والشعب الايراني لوقوع الزلزال الشديد … والذي أدّى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من مواطني هذين البلدين”. وأضاف امير عبد اللهيان: نحن مستعدون لأي مساعدة.
وكان علي اصغر خاجي، كبير مستشاري وزير الخارجية الايراني، قد اعلن في محادثة عبر الفيديو مع مبعوث الامم المتحدة في شؤون سورية، عن استعداد ايران لإرسال المساعدات الانسانية الى المنكوبين بالزلزال في سورية.
بالمجمل أظهرت الكارثة الإنسانية التي عصفت بسورية مالم تظهره أزمة كورونا ولا الأوبئة الصحية التي ظهرت خلال الأحداث، وحتى المفرزات الاقتصادية للحصار الدولي على سورية وشعبها لم تنجح بخلق تضامن دولي من الصديق والعدو مع الدولة والشعب السوريين.
ساعود جمال ساعود