يستقبل المسلمون في أنحاء العالم شهر رمضان المبارك في ظل جائحة كورونا بكل تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية.
وعلى الرغم من تأثير الوباء على حياة الجميع، فإن المسلمين الذين يعيشون في منطقة تشانغ بينغ شمال بكين مازالوا يواظبون على الذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة خلال شهر رمضان وقضاء أكثر أشهر العام بركة مع عائلاتهم.
قرية شيغوانشي هي أكبر قرية تتجمع فيها قومية هوي في شمال بكين. هنا يعيش تشن هوي منذ أكثر من عشر سنوات. وهو محرر في دار نشر وباحث متخصص في الثقافة الإسلامية.
قال تشن هوي، من أهالي قرية شيغوانشي: “أكثر من 80 في المائة من القرويين في قريتنا مسلمون، وهي أكبر قرية مسلمة في شمال بكين. بسبب الوباء أغلق مسجد قريتنا وأعيد افتتاحه مطلع الشهر الجاري. يصلي المسلمون في القرية في المسجد كل يوم. قبل الوباء، خلال شهر رمضان، كان المسجد يقدم وجبات سريعة لجميع المسلمين في القرية كل يوم. أحب الحياة في القرية كثيرًا، الجميع ودودون جدًا. قبل الوباء، كانت كل عائلة من عائلاتنا تتناوب على الطهي لكل فرد في القرية كل يوم. إذا طبخت عائلتك اليوم، فالدور سيكون دور عائلتنا غدًا. أنا أحب الأجواء الودية.”
يعود تاريخ المسجد في قرية شيغوانشي إلى أكثر من 500 عام، وقد أصبح رمزًا ومعلما للقرية. يقول بعض المسلمين إنهم يشعرون بالسلام كلما نظروا إلى هذا المسجد.
قال لي تي لو، مدير لجنة الإدارة بقرية شيغوانشي: “قامت الحكومة مرارًا وتكرارًا بتمويل ترميم المسجد في قريتنا، من خلال تركيب التدفئة والتكييف. في الآونة الأخيرة، خصصت الحكومة 4 ملايين يوان أخرى لبناء ساحة جديدة حول المسجد، وفي عيد الأضحى، سنذبح الأغنام والماشية في الساحة الجديدة ونطبخ العصيدة لجميع القرويين. طبعا كان للوباء أثر كبير على حياتنا، وأعتقد أن إعادة افتتاح المسجد خلال شهر رمضان علامة جيدة ترمز إلى أن حياتنا ستعود إلى مسارها الصحيح. ”
بعد غروب الشمس، أفطر تشين هوي مع عائلته وأصدقائه. غدا يوم جديد، وحياته في قرية شيغوانشي لا تزال مريحة وهادئة.