عام 2012 كانت سنة القطاع بين البلدين بسبب الحرب التي كانت قائمة في سوريا وتأزم الخلاف ، عندما اقر وزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل، في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأن بلاده تدعم المعارضة السورية .
السعودية وسوريا كانتا في معسكرات متنافسة في الخمسينات والستينات من القرن الماضي نتيجة لسياسات زعيم مصر جمال عبد الناصر والحرب الباردة . لقد دافعت سوريا عن سياسات ناصر وكانت حليفة عربية رئيسية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية،
اما المملكة العربية السعودية كانت من بين معارضي سياسات ناصر وكانت قريبة من الولايات المتحدة ،وفي أعقاب حكم حزب البعث في سوريا في عام 1963، أصبحت علاقاتهم الدبلوماسية متوترة مرة أخرى ،وفي نهاية نوفمبر 1970، أطيح بقيادات البعثيين الجدد، وأصبح حافظ الأسد حاكماً لسوريا. وجرى تجديد المفاوضات الدبلوماسية بين البلدين. ومع وفاة ناصر في عام 1970، بدأت العلاقات تزداد تحسناً .
وفيما يخص عضوية سوريا في الجامعة العربية.
أكثر من عقد على تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية ،
وافق مجلس وزراء الخارجية العرب في جلسة طارئة عقدت في القاهرة 7 مايو 2023 لاستعادة الجمهورية العربية السورية مقعدها الشاغر منذ نوفمير 2011 في الحال ، وجهت المملكة العربية السعودية دعوة ، نقلها سفيرها في عمان الى رئيس الجمهورية العربية السورية ، رغم الدعم الذي قدمته دول الخليج خصوصاً، الفصائل المعارضة السورية في محاولتها الإطاحة بالنظام السوري .
فإن هذا الهدف أخذا يبدو غير واقعي بشكل مرتفع مع اتضاح عدم جدية الموقف الاميركي في اسقاط الحكم لي سوريا وخاصتاً بعد فشل الاتهامات التي وجهت الى سوريا باستخدام السلاح الكيماوي في اغسطس 2013 ، وبعدها التدخل العسكري الروسي في سبتمبر 2015 الذي أنهى تقريباً كل احتمالية لإسقاط النظام في سوريا .
هذا ما جعل السعوردية تعيد النظر في اوراقها بعد نجاح سوريا في هزيمة الارهابيين وفشل السعودية في اسقاط الحكم في سوريا ورأت الامر مستحيلاً وأيضاً توتر علاقاتها مع اميركا ما دفعها لاعادة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق من خلال فتح السفارات في كلا البلدين وعلى مختلف الاصعدة السياسية والدبلوماسية ، من زيارة رسميا بين البلدين . وقد سمح الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا بتسهيل إعادة التواصل العربي مع سوريا ، حيث قام وزراء خارجية الإمارات والأردن ومصر بزيارة دمشق للإعراب عن تضامنهم ، فيما تدفقت المساعدات من دول عربية متعددة الى سوريا لمساعدة منكوبي الزلزال .
وبعد توصل السعودية وإيران الى اتفاق لاستئناف العلاقات بينهما بوساطة صينية في مارس 2023 ، بدا واضحاً أن الرياض تستعد لاتختز خطوة ممثلة تجاه سوريا .
وبعد ذلك الرياض عيّنت فيصل بن سعود المجفل سفيرا لها لدى دمشق في خطوة جديدة ضمن إعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين .
ومثلت عودة العلاقات بين الرياض ودمشق أهم تطور في تحركات الدول العربية لتطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد ، الذي قاطعته دول غربية وعربية عديدة، بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011 .
وظهرت منذ 2018 مؤشرات عديدة على تقارب عربي سوري في انعطافة مواقف بعد قطيعة. وحفز قرار أبوظبي قبل نحو 4 سنوات باستئناف العلاقات مع دمشق ، حراكا عربيا في نفس الاتجاه على ضوء فشل المعارضة السورية وتشتتها وزاعات بين فصائلها.
وأعلنت السعودية وسوريا، في مايو 2023، استئناف عمل البعثات الدبلوماسية لدى كلا البلدين، بعد مرور أكثر من عقد على قطع العلاقات إثر اندلاع الأزمة السورية في عام 2011.
وقالت الخارجية السعودية في بيان حينها، إنوالسعودية قررت استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في سوريا، مشيرةً إلى أن ذلك يأتي انطلاقاً من روابط الأخوة التي تجمع شعبي السعودية وسوريا، وحرصاً على الإسهام في تطوير العمل العربي المشترك، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. وأتى الإعلان عن استئناف العلاقات بين البلدين، بعد نحو شهر على زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى دمشق، والتي التقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد.
النتيجة
ومن هنا العلاقات الدبلوماسية السورية السعودي الى مسارها الايجابي ، وتطورت المحادثات حول استئناف الرحلات الجوية بين البلدين ، وهذا يشير إلى بداية عودة العلاقات العربية مع سوريا للتعاون المشترك وتأكيد على الوحدة العربية .
هل تقف السعودية في وجه العقوبات الاميركية تجاه التعاون مع سوريا.
لا اتوقع ان تقوم اميركا بتوجيه عقوبات الى السعودية بسبب التعاون مع سوريا لاسباب عديدة، السعودية هي الممول الاول للخزينة الاميركية بالنفط ، والفشل الزريع الذي واجهته اميركا والتي راهنت على نجاح اطماعها في سوريا هذا ما سوف يجعل اميركا تأخذ بالحسبان مكانت وقوة سوريا ، والسعودية ترمي لتكون الدولة رقم واحد في الوطن العربي لذلك تسعى الى اعادة علاقاتها على مستوى الاقليمي والعالمي .
بقلم : علي حميدوش
كلية العلوم السياسية – جامعة دمشق