إيران دولة النهج والايديولوجيا… لو أنها … “دولة أفراد ” كما يقول الأعداء، لكان استشهاد الرئيس الإيراني ورفاقه كفيلاً بتوجيه ضربه قاصمة لمسيرتها السياسية. .. ثلة من رفيعي المستوى غابوا عن المشهد السياسي بعد أن رسموا معالمه وحققوا لإيران من الإنجازات على المستويين الداخلي والخارجي ما جعلها وشعبها تستميت بتعبيرها عن بالغ حزنها بفقدهم.
رئاسة الأركان الإيرانية تقول أنها لم تكشف عن أثار رصاص في الطائرة التي اندلعت بها النيران بعد ارتطامها بالأرض حسب ما أكدوه.
لا نخفي عدم قناعتنا بما أظهرته نتائج التحقيقات الأولية حول حادث طائرة الرئيس الإيراني والذي كشفة عنه رئاسة الأركان بما تتمتع به من مصداقية لدى الشعب الإيراني، ونكاد نجزم بضلوع أيادٍ خارجية بالحادث المؤلم، وأسباب الشكوك كثيرة منها:
طائرة مصممة بالأساس للكوارث الصعبة، مجهزة برادار دقيق لحالات الطقس، إمكانية المناورة بمحرك واحد، مجهزة بجهازي احتياط إضافيين ، موقع السقوط أقل من 29 كم أي بعد ربع ساعه من الإقلاع، قوة التجهيزات والمراكز التجسسيية للموساد في أذربيجان.
ماذا يعني ذلك؟ نحن أمام احتمالين: هناك من يقول بتصفيات داخلية وهذا مردود مطعون فيه؟ لأن فريق الشهداء بأكملهم من التيار المحافظ الذي رغم تشده قام بسياسات أرضت خصومهم الإصلاحيين، كما أن التنافس بين المحافظين والإصلاحيين لم يصل يوماً لحد التصفيات على المستوى الثقيل، إضافة لقربهم من المرشد الأعلى والحرس الثوري، والرضا الشعبي بعد أن حفظ لهم سيادة إيران عقب قصف إسرائيل في عقر ديارهم.
الاحتمال الثاني: ضلوع الموساد بعلم من أذربيجان خصوصا في ظل تقنيات الذكاء الاصطناعي العسكرية والاستخباراتية التي تستعصي على الأجهزة الإيرانية.
النتيجة، لا يمكن لإيران الجهر بنتائج التحقيقات ولا أعتقد أنها ستسمح بمشاركة قوى صديقة بالتحقيقات حفاظاً على سريتها، لأن ذلك يعني الكشف عن خصوصيات الحادثة التي تؤدي بحال نشرها إما لإحراج لإيران أو لحرب واسعة النطاق، والخيار الأسلم استكمال التحقيقات عبر أجهزة إيرانية، وهنا أرجح استمرار حرب الظل بين إيران وإسرائيل ، ويبدو أن هناك توجه للصهيونية العالمية لتصفية التيار المتشدد في إيران، لذا يجب إحاطة الشخصيات الرفيعة منهم بالحماية المشددة.
السؤال الاكثر تداولا في الشارع السياسي المعادي والصديق .. هل سيتغير المسار السياسي لإيران؟
1.. إيران دولة نهج .. وايديولوجيا .. وسياساتها العامة قائمة على مرتكزات عدة. اهمها المرتكز الايديولوجي الذي انبعث اغلبه من مبادئ الثورة الاسلامية عام 1979.
2.. ايران يحكمها دستور كان اخر تعديلاته عام 1989 ينص بمادته الثالثة على جملة الواجبات التي يجب ان تقوم بها الحكومة بغض النظر محافظة ام اصلاحية .وتجاوز وظائفها ومهامها يعتبر مخالفة دستورية
3.. إيران دولة مؤسسات ذات هيكلية متشابكة معقدة مترابطة ببعضها البعض ولا مجال للخلل
4.. إيران ليست دولة اشخاص بل دولة عقيدة والا لكان لأحفاد الخميني مكان الصدارة… وهل يمكن هنا تناسي قاسم سليمان ومكانته المحورية بالسياسة والشأن العسكري. مكانتهم عظيمه رحمهم الله ولكن لن تتوقف السياسة الايرانية عندهم.
5… المكانة المحورية كأشخاص للولي الفقيه. لكن بموجب ما خوله الدستور بالمواد 110.. 111. وهو بمثابة رئيس جمهورية بالنظام الرئاسي… بينما رئيس جمهورية إيران بمثابة رئيس حكومة بالنظام الرئاسي.
إيران والمسيرة السياسية مستمرة. وطبيعة ملفات المنطقة وتشابكها ودزر إيران فيها ستجبرها على استمرا ما درجت عليه.
ونقول الاعظم من ذلك.. التحقيقات ستكشف الكثير في حال نشرت للعلن والا فحرب الظل مستمرة ايضا.
د. ساعود جمال ساعود