صرحت حركة حماس اليوم تصريحا يحمل العديد من الدلالات المقلقة دعت فيه المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية إلى تحمّل مسؤوليتهم والتدخل الفوري لوقف غطرسة الاحتلال وجيشه الفاشي ومحاسبته على ما يقترفه من إبادة جماعية هذا التصريح الذي يوحى ببدء حماس بالشعور بالعجز عن مواجهة طوفان النار الإسرائيلي على غزة، وسط خذلان الداعمين السياسيين لها على أرض الواقع.
يمكن تقسيم دلالات هذا التصريح إلى ثلاثة مستويات:
أولاً: المستوى السياسي: يهدف هذا التصريح إلى الضغط على المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية لاتخاذ إجراءات أكثر حزماً ضد الاحتلال الإسرائيلي، ووقف ممارساته التي تؤدي إلى تفاقم الأزمة الفلسطينية.
ثانياً: المستوى الإعلامي: يهدف هذا التصريح إلى توجيه رسالة للرأي العام العالمي بأن حركة حماس لا تزال ترفض ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وأنها مستعدة لاتخاذ إجراءات لمواجهة هذه الممارسات.
ثالثاً: المستوى الجماهيري: يهدف هذا التصريح إلى التأكيد للجماهير الفلسطينية بأن حركة حماس تمثلها في نضالها ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأنها لن تتخلى عن هذا النضال.
فيما يتعلق بالمضمون نذكر بعض التفاصيل حول دلالات التصريح:
تصعيد خطاب الحركة ضد الاحتلال الإسرائيلي: تستخدم حركة حماس خطابًا متشددًا ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات. ومع ذلك، فإن هذا التصريح يمثل تصعيدًا جديدًا لهذا الخطاب. ويشير استخدام مصطلحات مثل “غطرسة الاحتلال” و”جيشه الفاشي” و”الإبادة الجماعية” إلى أن الحركة ترى أن الوضع في فلسطين وصل إلى نقطة حرجة.
الدعوة إلى تدخل المجتمع الدولي: تدعو حركة حماس المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها ووقف انتهاكات الاحتلال. وترى الحركة أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية ما يحدث في فلسطين، وأنه يجب عليه الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها.
الاستعداد للتصعيد العسكري: تشير عبارة “التدخل الفوري” إلى أن الحركة مستعدة لاتخاذ إجراءات عسكرية إذا لم يتدخل المجتمع الدولي. وترى الحركة أن الاحتلال الإسرائيلي لن يتوقف إلا إذا شعر بالتهديد العسكري.
من المرجح أن يؤدي هذا التصريح إلى مزيد من التوتر بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية. وقد يدفع الحركة إلى اتخاذ إجراءات أكثر تصعيدًا، مثل إطلاق صواريخ أو شن هجمات على أهداف إسرائيلية.
بالنسبة للتوقيت إن هذا التصريح محمل بالدلالات النفسية، والتي من المحتمل أن تكون خديعة في ظل توعد بعض الأطراف المقاومة بالتدخل بالوقت المناسب ونعني حزب الله، وكما أن الاجتياح الإسرائيلي لغزة لم يبدأ بعد، وعلى فرض أن المقاومة قد بدأ الضعف ينال منها، فهذا خطر كبير يتهدد وجودها بعد بدء الاجتياح في ظل اقتصار جهود الدول العربية والإسلامية على إدانة الانتهاكات الإنسانية والتصريحات السياسية التي لا تفيد إلا بإغراق حماس في مستنقعات دموية. ليبدو حتى الوقت الراهن أن هذا الطوفان قد جرف الصديق والعدو ولم يقتص على الإسرائيلي فقط.
قلناها من قبل إن إسرائيل محكومة باستعادة توازنا وصورتها أمام الداخل والخارج الأمر الذي يفرض عليها الانتقام بأبشع صوره هذه الانتقام الذي حصد اليوم 500 شهيد في مشفى المعمداني بغزة، ولن يتوقف وسيشهد العالم المزيز والمزيد من الدموية، وهذا ما سيقود إلى تأجج الجبهة وهنا سيكون المحك الذي يكشف الكاذب من الصادق عبر من سيتدخل ومن سيقف مكتوف الايدي يطلق تصريحاته السياسية وشعاراته المنافقة.