نشرت صحيفة “بيلد” الألمانية اليوم الأربعاء، سيناريو نظريا لهجوم روسي واسع النطاق على دول حلف “الناتو”، نقلا عن وثيقة حكومية قدمت إلى البرلمان الألماني “البوندستاغ“.
ووفقا للوثيقة، فإن الهجوم الروسي يعني “تغييرا جوهريا في الوضع الأمني لأوروبا بأكملها”، وبحسب واضعي الوثيقة، فإن مثل هذا الهجوم يمكن أن يتكون من أربع مراحل.
المرحلة الأولى:
بحسب صحيفة “بيلد”، فإن المرحلة الأولى من الهجوم الروسي على دول “الناتو” ستكون حملة تضليل واسعة النطاق، خاصة في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي. وسيكون هدف موسكو هنا تقسيم المجتمع، وزعزعة استقراره، وتقويض الثقة في الديمقراطية الليبرالية.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع في هذه المرحلة حدوث هجمات إلكترونية وهجمات على مرافق البنية التحتية الحيوية مثل “خطوط الكهرباء والسدود وما إلى ذلك”، ومن السمات المميزة لهذه المرحلة سرية العمليات التي يتم تنفيذها.
المرحلة الثانية:
أما المرحلة الثانية، بحسب واضعي الوثيقة، فستتكون من مناورات كبيرة للقوات الروسية على حدود الحلف. وسيرد الحلفاء على ذلك بنشر قواتهم على الحدود الشرقية. وهذا سيؤدي إلى ظهور المجموعة الأولى من اللاجئين.
وستتميز هذه المرحلة أيضا بزيادة التجسس وأعمال التخريب والهجمات الإلكترونية والهجمات – خاصة للتدخل في حركة قوات حلف “الناتو”. ومن الممكن أيضا تعطيل الأقمار الصناعية الأولى في الفضاء. ومن المحتمل شن هجمات على منشآت في ألمانيا مثل المصانع الكيماوية والمفاعلات النووية.
المرحلة الثالثة:
أما المرحلة الثالثة فتتضمن هجوما مباشرا من جانب روسيا على دول حلف شمال الأطلسي. حيث ستتعرض الأراضي الألمانية لضربات دقيقة،. بالإضافة إلى ذلك، في هذه المرحلة، يتوقع مؤلفو الوثيقة تدميرا شاملا للأقمار الصناعية
المرحلة الرابعة:
خلال هذه المرحلة من الصراع، ستقتحم القوات الروسية الأراضي الألمانية، ويدور القتال في البر والبحر والجو. بالإضافة إلى ذلك، سيكون هناك صراع على نطاق عالمي يتطور في الفضاء.
ويشير مؤلفو الوثيقة إلى أن روسيا قد تستخدم الأسلحة النووية البيولوجية والكيميائية والتكتيكية، بالإضافة إلى ذلك، فإنهم يخشون أن تستخدم روسيا نوعا من أسلحة النبض الكهرومغناطيسي النووي، الذي يتم تفعيله على ارتفاع 50 كيلومترا فوق سطح الأرض ويمكنه تدمير جميع الأجهزة الإلكترونية.
الجدير ذكره أن هذه ليست “الخطة” الأولى للهجوم الروسي على دول “الناتو” التي تنشرها صحيفة “بيلد”. ففي يناير الماضي، زعمت الصحيفة نقلا عن “وثيقة سرية” معينة للقوات المسلحة الألمانية، أن روسيا قادرة على إلحاق هزيمة كبيرة بأوكرانيا والبدء في “عدوان هجين” ضد دول البلطيق. وانتهى السيناريو باندلاع الاشتباكات في منطقة ممر “سوفالكي” (أضيق نقطة تفصل منطقة كالينينغراد الروسية عن بيلاروس).
وتصاعدت التكهنات لدى وسائل الإعلام الغربية على خلفية تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قمة باريس، حول نشر قوات دول حلف “الناتو” القتالية في أوكرانيا، الأمر الذي سيؤدي إلى اندلاع صراع مباشر بين موسكو و”الناتو”.
وانتقدت موسكو هذه النوايا ووصفتها بأنها تسعى لإشعال فتيل صراع عالمي بين روسيا والغرب، وأكد السكرتير الصحفي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف أن إرسال قوات “الناتو” إلى كييف سيثير صراعا مباشرا بين الحلف وروسيا ويؤدي إلى تصعيد الوضع، وحذر بيسكوف من أن وجود قوات الحلف في أوكرانيا سيحول إمكانية نشوب صراع بين روسيا و”الناتو” من “محتملة” إلى “لا مفر منها”.
وعلى الرغم من تصريحات ماكرون ودعواته، فإن العديد من الدول المشاركة في قمة باريس احتفظت بالقدرة على التقييم الرصين للمخاطر المحتملة الناجمة عن التورط بشكل مباشر في صراع ساخن، والتورط بالفعل في ساحة المعركة.
ومن جانبه، أشار أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ إلى أن “أوكرانيا لها الحق في الدفاع عن نفسها، ومن حق حلفائها أن يدعموها في الدفاع عن هذا الحق”. مؤكدا أن الناتو يزود كييف بالأدوية والزي الرسمي والمعدات الشتوية فقط، لكن بعض أعضاء الحلف يرسلون أسلحة وذخائر من ذاتهم.
وشدد الأمين العام “للناتو” على أن أي قرار بإرسال قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا سيتطلب دعما وموافقة جماعية من جميع الدول الأعضاء في الحلف.