لا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بدعم قسد كقوة فاعلة بالنسبة لها في شمال شرق سوريا، ومع ذلك، فإن اشتباكات عشائر سوريا مع قسد قد خلقت ضغوطًا على العلاقات بين الطرفين.
تعود جذور التوترات بين العشائر السورية وقسد إلى عدة أسباب، بما في ذلك نزاعات على الأراضي والموارد الطبيعية، وشعور العشائر بالتهميش من قبل قسد، ومخاوف من أن قسد تسعى إلى إنشاء دولة مستقلة في شمال شرق سوريا نظراً لطغيان القومية الكردية على العربية هناك، واعتقال قياديين من مجلس دير الزور العسكري//أبو خولة//، نتيجة خلافات شخصية ومصلحية، مما أدى ذلك إلى اندلاع اشتباكات في مناطق مختلفة من شمال شرق سوريا في عام 2023، مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات.
أدت هذه الاشتباكات إلى إثارة مخاوف من أن قسد قد تفقد سيطرتها على مناطقها في شمال شرق سوريا، وقد دفع ذلك الولايات المتحدة إلى تكثيف جهودها لدعم قسد، بما في ذلك تقديم المزيد من المساعدات العسكرية والمالية.
في 3 سبتمبر 2023، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم قسد كقوة فاعلة في شمال شرق سوريا، وقال برايس إن الولايات المتحدة تعمل مع قسد على إيجاد “حل سلمي للصراع” مع العشائر السورية.
كما أعرب عدد من المسؤولين العسكريين الأمريكيين عن دعمهم لقسد، ففي 2 سبتمبر 2023، قال قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال فرانك ماكنزي:” إن قسد “قوة مهمة في شمال شرق سوريا”، وقال ماكنزي: “إن الولايات المتحدّة ستستمر في دعم قسد في مواجهة التهديدات من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)”.
وفي 26 أغسطس 2023، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة تريد أن ترى قسد “قوة أمنية مدعومة على نطاق واسع في شمال شرق سوريا”.
وعلى الرغم من خلط الحقائق والوقائع حول علاقة أمريكا بقسد، وطبيعة المهمة التي تؤيدها كونها يد أمريكا التي تسرق ثروات سورية وتؤمن سوار بشري لحمايتهم، فإن بعض المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالقلق من أن قسد قد تصبح قوة عسكرية قوية للغاية، مما قد يعرض الأمن الإقليمي للخطر، عموماً ستحدد التطورات المستقبلية في العلاقات بين قسد والعشائر السورية مدى التزام الولايات المتحدة بدعم قسد.