بعد هجوم مسيرات مجهولة على مجمع صناعي تابع لوزارة الدفاع الإيرانية، صرّحت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا:” أن موسكو تدين … محذّرة من أنه قد يؤدي إلى عواقب لا يمكن التنبؤ بها، وقالت: “ندين بشدة كل العمليات الاستفزازية القادرة على إثارة تصعيد لا يمكن التحكم به في هذه المنطقة غير الهادئة”. مضيفة قولها: “يمكن أن تكون لهذه الأعمال المدمرة عواقب لا يمكن التنبؤ بها بالنسبة للسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. يجب على كل منظمي هذه العملية الجريئة ورعاتهم وكذلك أولئك الذين يشمتون بها ويأملون بإضعاف إيران عبثا، أن يفهموا ذلك”. لم يكن مستغرباً تصريح الحليف الروسي تجاه ما حصل في إيران من استهداف لمجمع صناعي تابع لوزارة الدفاع في إيران في ظل ما شهدته مواقع التواصل الاجتماعي (توتير) من تصريحات مستهجنة لمستشار مكتب الرئيس الأوكراني، علّق ميخائيل بودولياك مستشار مكتب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، على هذا الهجوم عبر “تويتر”، حيث كتب: “منطق الحرب مميت ولا هوادة فيه، وهو يصدر فواتير قاسية لأمرائها والمتواطئين”، وأضاف: “ليلة انفجارات في إيران (مع استهداف) مصانع المسيرات والصواريخ ومصافي النفط. سبق وجاء تحذير من أوكرانيا”، في إشارة إلى تغريدة له من 24 ديسمبر، اتهم فيها إيران بالتخطيط “لزيادة إمدادات الصواريخ والمسيرات لروسيا”، ودعا للتخلّي عن “العقوبات الدولية غير العاملة ومفهوم القرارات الأممية الباطل، والانتقال إلى أدوات أكثر قوة تدميرية مثل القضاء على المصانع واعتقال الموردين”. ونتيجة هذه التصريحات أنّه قد أفسحت المجال للشك بدور أوكرانيا في هذا العمل الذي يندرج ضمن الإرهاب الدولي، لأنّ ما حدث ببساطة يشمل هذين البندين: أولاً: استخدام أدوات أكثر قوة تدميرية مثل القضاء على المصانع واعتقال الموردين، وثانياً: اتهام إيران بالتخطيط لزيادة إمدادات الصواريخ والمسيرات لروسيا.
وفي سياق متصل معزز لما قالته زاخروفا، فقد قال نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو:” إن إيران لم تلجأ حتى الآن إلى روسيا للمساعدة في التحقيق في هجمات المسيرات على مجمع صناعي في أصفهان”.
ورداً على سؤال صحفي بهذا الشأن أجاب رودينكو: “لم تصل إلينا أي دعوات من هذا النوع عبر القنوات الرسمية”، وأفادت وكالة “إرنا” الإيرانية، سابقا، بتعرض مستودع للذخيرة تابع لوزارة الدفاع الإيرانية حيث وقع انفجار قوي ليلة الأحد الماضي، لهجوم بالمسيرات، وأدانت وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق من هذا اليوم هجوم أصفهان، محذرة من أنّه قد يؤدّي إلى عواقب لا يمكن التنبؤ بها.
بالمقابل، صرّحت المفوضية الأوروبية، بأنّ الاتحاد الأوروبي لا يمتلك معلومات حول الجهة المسؤولة عن الهجوم الذي استهدف مستودع الذخيرة التابع لوزارة الدفاع الإيرانية في أصفهان، فجر الأحد، وأكّد ممثّل إدارة الشؤون الخارجية للمفوضية الأوروبية، بيتر ستانو، خلال مؤتمر صحفي في بروكسل، أنّ الاتحاد الأوروبي يدعو جميع الأطراف المعنية، إلى وقف التصعيد في إيران، وأضاف: “لا معلومات لدينا حول الجهة المسؤولة عن الهجوم في أصفهان، ولا نعلم ما الذي حدث بالضبط، لكننا نراقب المعلومات الواردة ونحللها، ومن المهم جدا بالنسبة لنا تجنب التصعيد في المنطقة، ونحث جميع الجهات المعنية، على تجنّب القيام بأية أعمال من شأنها رفع وتيرة التصعيد في إيران”.
بالنتيجة، إنّ ضرب مصنع عسكري رسمي خاضع لسيطرة السلطة العسكرية الإيرانية داخل حدود إقليمها السيادية يشكّل خرقاً للقانون الدولي ويستدعي موقفاً من المنظمات الدولية بهذا الشأن، ولكن هذا الدور مغيب خصوصاً في ظل موقف سلبي ضد إيران نسبياً، ولغاية الأن تشير الدلائل على تورّط الأوكراني في الحدث الإرهابي في إيران ويبدو الدلائل قد اكتمل تجميعها في إيران والدليل استدعاء الخارجية الايرانية، القائم بالأعمال الأوكراني في طهران احتجاجاً على تصريح مستشار الرئيس الأوكراني حول الهجوم على مجمع صناعي في أصفهان، الأمر الذي أثار غضباً إيرانياً، ولكن يبقى المجال مفسوح أما التهديدات الإسرائيلية ويستحال إلا أن يكون لهم دوراً في ذلك.
بقلم د.ساعود جمال ساعود