نقلت (شينخوا) لقاء ضم وزير الخارجية الصيني وانغ يي مع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، في نيويورك يوم الاثنين في تاريخ 20 /سبتمبر/ 2022م
وهنأ وانغ كيسنجر بعيد ميلاده الـ100 القادم، واصفا إياه بالصديق القديم والجيد للشعب الصيني، الذي قدم إسهامات تاريخية لإقامة العلاقات الصينية- الأمريكية وتنميتها.
وأكد وانغ على أن الجانب الصيني يقدر حقيقة أن كيسنجر لطالما كان ودودا مع الصين، ولديه ثقة في العلاقات الصينية-الأمريكية.
وأعرب عن أمله في مواصلة كيسنجر لعب دور فريد وهام، والمساعدة في عودة العلاقات الثنائية إلى المسار الصحيح في أقرب وقت.
وأشار وانغ إلى أن هذا العام يصادف الذكرى الـ50 لزيارة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون إلى الصين وإصدار بيان شانغهاي، مضيفا أنه يتعين على الصين والولايات المتحدة تقييم الخبرة المستفادة من 50 عاما من التبادلات على نحو جاد.
ومشددا على أن السياسة الصينية نحو الولايات المتحدة حافظت على الاستمرارية والاستقرار، أشار وانغ إلى أنّ الرئيس الصيني شي جين بينغ طرح المبادئ الثلاثة المتمثلة في الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون متبادل الربح بين الصين والولايات المتحدة.
وأكد أن تلك المبادئ لا تمثل فقط تراكما لـ50 عاما من الخبرة في العلاقات الثنائية، ولكنها أيضا المبادئ الأساسية التي ينبغي اتباعها على نحو مشترك في المرحلة القادمة من تنمية تلك العلاقات.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قطع على نفسه التزامات بعدم سعي الولايات المتحدة نحو حرب باردة جديدة مع الصين، وألا تسعى إلى تغيير النظام الصيني، وألا يستهدف إنعاش تحالفاتها الصين، وألا تدعم ما يسمى “استقلال تايوان”، وألا تكون لها نية في السعي نحو النزاع مع الصين، ومع ذلك، ما فعلته الولايات المتحدة يتناقض مع التزاماتها، بحسب وانغ.
وأوضح أنه انطلاقا من تصور خاطئ عن الصين، تصر الولايات المتحدة على النظر إلى الصين على أنها منافسها الرئيسي والتحدي طويل الأمد لها، بل إن البعض وصفوا نجاح التبادلات الصينية-الأمريكية بالفشل، وهم هكذا لا يحترمون التاريخ ولا أنفسهم.
ولفت وانغ إلى أن كيسنجر حذر ذات مرة من أن العلاقات الصينية- الأمريكية بالفعل “على أعتاب حرب باردة”.
وحذر وانغ من أن اندلاع “حرب باردة جديدة” بين الصين والولايات المتحدة سيكون كارثة، ليس فقط للصين والولايات المتحدة ولكن أيضا للعالم أجمع، مضيفا أنه يتعين على الجانب الأمريكي العودة إلى سياسة عقلانية وعملية نحو الصين، والعودة إلى المسار الصحيح الخاص بالبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، وكذا الحفاظ على الأساس السياسي للعلاقات الثنائية.
وأكد وانغ على أن الأولوية القصوى الآن هي إدارة مسألة تايوان على نحو صحيح، وإلا سيكون لها أثر تخريبي على العلاقات الصينية-الأمريكية.
وتابع قائلا إن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان ومناقشة “قانون سياسة تايوان 2022” في مجلس الشيوخ الأمريكي، والتصريحات التي تدعم الدفاع عن تايوان جميعها أمور تتحدى على نحو خطير البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، وتقوض بشدة الأساس السياسي للعلاقات الصينية-الأمريكية.
وأوضح أن الأمنية الصينية الكبرى هي تحقيق إعادة التوحيد السلمي، التي سيبذل الشعب الصيني أقصى ما في وسعه لتحقيقها، مضيفا أنه تجدر الإشارة إلى أنه كلما كان ما يسمى “استقلال تايوان” أكثر جموحا، تراجعت احتمالية الحل السلمي لمسألة تايوان.
وأشار إلى أن المثل الصيني القديم يقول “خسارة ألف من الجنود أفضل من خسارة بوصة من الأرض”، وهو أفضل تعبير عن إصرار الشعب الصيني وإرادته إزاء مسألة تايوان.
وأضاف أنه إذا انتُهك قانون مكافحة الانفصال، فإن الصين ستتخذ تحركات حازمة بما يتوافق مع القانون لحماية سيادة البلاد ووحدة وسلامة أراضيها، مشددا على أنه من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان، ينبغي على الولايات المتحدة العودة بجدية إلى المعنى الحقيقي لمبدأ صين واحدة، ومعارضة ما يسمى “استقلال تايوان” ومنعه بشكل واضح.
واستذكر كيسنجر تاريخ التوصل إلى بيان شانغهاي مع القادة الصينيين آنذاك، وقال كيسنجر إنه ينبغي فهم الأهمية القصوى التي تمثلها مسألة تايوان للصين.
وأضاف كيسنجر أنه يتعين على الولايات المتحدة والصين إجراء حوار عوضا عن المواجهة، وبناء علاقة ثنائية قائمة على التعايش السلمي.
نقله إلى صحيفة طريق الحرير: ساعود جمال ساعود