سنوات طويلة في بناء الجيوش في العالم ، والمزيد من الصناعات والزراعات التكثيفية و البنى التحتية والسيارات.
سنوات طويلة من الإنتاج الجائر لإرضاء الاستهلاك المبذر والمدمر للطبيعة.
ارتفاع درجة حرارة الأرض( الاحتباس الحراري )، وتناقص الغطاء النباتي خاصة الغابات . وكثرة الحرائق ، التغير المناخي الذي بدأ الجميع يلاحظه وهو يشتد عام بعد عام ليتضح أن التغير البيئي قد وقع ! وهو في طريقه الى التعاظم .
سنوات طويلة من الجفاف طالت العديد من مناطق العالم . وتحذيرات من نقص الغذاء وحدوث مجاعات، والماء العذب في طريقه الى الندرة والأجيال القادمة ستدفع الثمن .
الطبيعة تشتكي
هل من أحد سمع صوتها … إن لم نسمع فتلك مصيبة وإن سمعنا ولم نفعل فتلك مصيبة أكبر.
أما أن ندرج الماء كسلعة مثلها مثل الذهب و المعادن والنفط في البورصة العالمية فتلك أكبر المصائب !
قيل قبل عشرات السنوات أن حروب المياه قادمة ، دراسات متعددة أكدت أن عام 2025 وبعد العالم مهدد بالمجاعة و نقض المياه العذبة وأن حروب المياه قادمة لا محال وستحل محل حروب النفط التي شهدها العالم على مدى عقود .
المياه العذبة
إن المياه العذبة لا تُشكّل سوى 2.75 بالمئة من مياه الأرض . بما في ذلك 2.05 مياه متجمدة في الأنهار الجليدية و0،68 بالمئة مياه جوفيه و0.011 بالمئة مياه سطحية في البحيرات والأنهار.
إن بحيرات المياه العذبة وخاصة بحيرة بايكال في روسيا ومنطقة البحيرات العظمى فهي تستولي على سبعة أثمان هذه المياه السطحية العذبة. وتستولي المستنقعات على باقي النسبة مع كمية صغيرة فقط في الأنهار وأبرزها نهر الأمازون. ويحتوي الغِلاف الجوّي على الماء بنسبة 0.04٪. أما في المناطق الخالية من المياه العذبة على سطحها فتستمد المياه من هطول الأمطار لأن كثافة الأمطار القليلة تجعله يطفو على المياه الجوفية المالحة . وبشكل عام فإن معظم المياه العذبة متجمدة على شكل صفائح الجليدية.
الأنهار والبحيرات هي المصدر الرئيسي لمياه الشرب والاحتياجات المنزلية والصناعة والزراعة. وإذا لم يكن هناك ماء، فسيكون الجوع والركود في الصناعة و الزراعة التي تعتبر أكبر مستهلك للمياه العذبة، فهي تستهلك حوالي 70 في المائة. والصناعة 20 بالمائة؛ والاحتياجات المعيشية 10 في المائة.
هل الماء العذب مورد متجدد؟
تعد المياه العذبة مورداً متغيراً ومتجدداً لكنه في الوقت ذاته طبيعي ومحدود. لا يمكن أن تتجدد المياه العذبة إلا من خلال دورة الماء حيث تتبخر المياه من البحار والبحيرات والأنهار والسدود . ثم تتكثف لتتكون السحب وتعود المياه إلى مصدرها على شكل أمطار. لكن إذا كانت كمية المياه المستهلكة في الأنشطة البشرية أكثر من المياه المُدّخرة فستقل كمية المياه العذبة في البحيرات والأنهار والسدود والمياه الجوفية مما تسبب أضرارا جسيمة للبيئة المحيطة.
ذوبان الجليد
إذا استمر الاحتباس الحراري في إذابة الأنهار الجليدية في المناطق القطبية كما هو متوقع فإن الاحتياط من المياه العذبة سينخفض لسببين:
أولاً: ذوبان الأنهار الجليدية إلى مياه عذبة تؤدي إلى اختلاطهامع المياه المالحة في المحيطات وتصبح مياه غير صالحة للشرب.
ثانياً: تسبب زيادة حجم المحيطات في ارتفاع مستويات البحار وتلويث مصادر المياه العذبة على طول المناطق الساحلية بمياه البحر المالحة.
ومع نهاية عام 2020 يتحول الماء الى سلعة في بورصة وول ستريت
وبحديثنا المتكرر في طريق الحرير عن المخاض العالمي … لابد من أن تكون البيئة و الاقتصاد البيئي في سلم أولويات العقد الثالث من القرن الحادي و العشرين
وان لم يتم ذلك سنتحدث عن ندره الهواء الصالح للاستنشاق بعد عشرة أعوام .