بقلم: يعرب خيربك
رئيس تحرير مرصد طريق الحرير
في وقت أعلنت فيه فرنسا وبريطانيا عن تعزيز تفاهم دفاعي نووي مشترك ودعم مجموعة دول داعمي أوكرانيا، شهدنا حادثة غير متوقعة على الساحة الدبلوماسية. فقد قطعت بريطانيا بث كلمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مأدبة ملكية رسمية، بسبب انتقاد موجه له بشأن عدم تحدثه باللغة الإنجليزية.
تفاهم دفاعي نووي مشترك
تشهد العلاقات الفرنسية-البريطانية اليوم تفاهمًا جديدًا يرسخ تعاونًا دفاعيًا نوويًا في مواجهة أي تهديد محتمل لأوروبا. هذا التحالف يعزز حلف الناتو ويهدف إلى حماية القارة الأوروبية، ويبدو متناسقًا مع جهود فرنسا وبريطانيا في الدفاع عن النظام العالمي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية.
هذا التحالف يبدو قويًا من الخارج، خصوصًا في ظل التحديات الدولية الكبرى التي بدأت ملامحها تتضح من الشرق الأوسط مرورًا بحرب أوكرانيا والتوسع الروسي، ووصولًا إلى الصعود الصيني والباكستاني في آسيا.
خلاف داخلي وصعوبات التنسيق
على الرغم من هذا التعاون الظاهري، تظهر خلافات عميقة داخلية تعكس صعوبات التوافق بين الطرفين. فقد أثارت صحيفة لوفيغارو الفرنسية جدلًا كبيرًا حول حادثة قطع بث كلمة الرئيس ماكرون أثناء مأدبة ملكية في وندسور، يوم 8 يوليو.
نقلت قناة GB NEWS البريطانية بث الكلمة، لكنها قطعت البث وسط انتقاد للموقف الفرنسي بعدم تحدث ماكرون باللغة الإنجليزية، ما اعتبره المذيع البريطاني “عدم احترام للغة الإنجليزية”، مؤكدًا أن “الرئيس الفرنسي لا يرى ضرورة إظهار اللباقة بالتحدث بالإنجليزية”.
وصفت صحيفة لوفيغارو هذا التصرف بأنه تحيز لغوي قد يتحول إلى فضيحة دبلوماسية كبرى، خصوصًا وأنها جاءت خلال أول زيارة لماكرون كرئيس دولة أوروبية للمملكة المتحدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، زيارة استمرت 3 أيام بدعوة من الملك تشارلز الثالث.
انعكاسات على النظام العالمي
هذه الخلافات الداخلية تزيد من صعوبة التنسيق بين باريس ولندن، في وقت يحتاج فيه العالم إلى تحالفات قوية لمواجهة التغيرات الجذرية القادمة في النظام العالمي. فحروب أوكرانيا وغزة، والأزمات في لبنان وسوريا، إلى جانب مجازر الساحل السوري، تعلن نهاية عصر الرومانسية السياسية والأدب الدولي وولادة نظام جديد يعتمد على القوة الصلبة والتحديات الحقيقية لحقوق الإنسان.