“قريبا سنرى بعض الخطوات بهذا الصدد” …عبارة أطلقها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أثناء حديثه مع قناة “خبر ترك” بعدما شاع في الوسط السياسي والإعلامي من تسريبات وأنباء عن وساطة عراقية لجمع الأتراك والسوريين على طاولة النقاش في بغداد وإحراز تقدم فيها ، والهدف تسوية لبعض القضايا ذات الاهتمام المشترك.
مسار تفاوضي جديد بعدما اعترى المحادثات الرباعية عام 2023 من خلافات كان سببها تباعد وجهات النظر بين الطرفين السوري والتركي، واليوم مساع حثيثة تبذلها تركيا لأقناع العراق بالتعاون في مجال مكافحة الإرهاب لأبعاد خطر حزب العمال الكردستاني عن الحدود العراقية التركية… مساعٍ تترافق مع محاولة تركيا لفرض منطقة أمنيه بعمق 40 كلم شمالي العراق
المخاوف من نشاط /pkk/ ومن لف لفيفه من الفصائل الانفصالية داخل الاراضي السورية ومنها ” قسد” ، دفع انقره للطلب من العراق إجراء وساطة مع سورية بدافع التنسيق المشترك، اعتماداً على سلطتي العراق ودمشق بغية التقليل من المخاوف الأمنية جراء توسّع نشاطات الانفصاليين الاكراد.
متغيرات طارئة تجعل من التفاهم السوري التركي والعراقي أيضاً ضرورة واقعية في ظل عزم قسد على إجراء انتخابات محلية شمال شرقي سوريا، وما يحمله ذلك من محاولتها لفرض الأمر الواقع بالشكل الذي يعزز استقلاليتها، ما يهدد أمن الدول الثلاث ذات الحدود المشتركة.
الأحاديث عن الوساطة العراقية تلاها اتصال رسمي بين الرئيس الأسد ورئيس الوزراء العراقي، ناقشا فيه جمله من القضايا ذات الاهتمام المشترك أبرزها التنسيق الأمني في مواجهه الإرهاب وتحديات أمنية أخرى وفق ما اشار اليه المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي وهذا امر له دلالاته وخصوصياته أيضاً
عقبات عديدة تعترض الوساطة العراقية بين تركيا وسوريا ” قد ” تهدد بفشلها على الرغم أن الملف الأمني هاجس مشترك، ليس بين تركيا وسوريا فحسب بل وبالنسبة للعراق صاحبه الوساطة أيضا، أهم هذه العقبات تواجد تركيا في الشمال السوري كنوع من الاحتلال، وتدخلاتها الغير مبررة فيما يخص الوضع السياسي الداخلي في سوية، ما يثير تساؤلاً هاماً مفاده هل ستشهد الفترة المقبلة عوده المباحثات الأمنية السورية التركية؟ لعل الأيام القادمة تحمل جواباً لهذا التساؤل.