عندما ننظر إلى أسواق مدينة حلب القديمة، ربما تكون وحدة قياس الإنجاز هي بالأمتار وبالسنتيمترات، هناك حيث الصراع بين السلم والحرب، البناء والخراب، الانتاج وعدمه، الهوية واللاهوية، العمل والكسل. التنظيم والفوضى، ولأن الأمر على هذه الحالة فإن الجهود تكون أكبر وأكبر لتجمع أجهزة الدولة ومؤسساتها الرسمية والمجتمع المحلي والمنظمات والمؤسسات المدنية التنموية والثقافية.
حوالي 50 متراً من أسواق حلب، حيث سوق الأحمدية الشهير أحد الأسواق الـتسعة للشارع المستقيم وأهل حلب يعرفون السوق جيّداً، خمسون متراً من التاريخ والاقتصاد صارت على موعد قريب مع الحياة بعد سنوات طويلة من الحرب صمدت فيها حجارة السوق وأقواسه ومحلات البيع العتيقة فيه. اليوم جرى توقيع إتفاقية ترميم وإحياء سوق الأحمدية، أطراف الاتفاق وزارة الثقافة، محافظة حلب، مؤسسة الآغا خان، والأمانة السورية للتنمية.
الاتفاقية ستضمن وتنظّم تأهيل وإحياء سوق الأحمدية الذي يحوي عشرين محلاً تضررت بشكل كبير خلال الحرب على سورية. حينها سيعود هذا السوق إلى المشهد الاقتصادي الحلبي، ومعه ستعود عشرات العائلات الحلبية بإرثها المهني للعمل مجدداً.
وتسعى الأمانة إلى جانب دورها التنموي، للحفاظ على النسيج العمراني وصون التراث المادي والتاريخي انطلاقاً من التزامها تجاه المجتمع السوري بكل فئاته، حيث ستقوم بتوظيف الموارد المتوفرة لديها لتأمين احتياجات مالكي المحال بما يضمن إعادة تفعيل المنطقة تجارياً واقتصادياً بشكل أكبر والاستفادة من خبراتهم وأفكارهم للمساعدة في إحياء المدينة القديمة. بالإضافة إلى استثمار خبرات الأمانة القانونية والمجتمعية والتنموية عبر تقديم الإستجابة والخدمات القانونية لمالكي المحال التجارية ومساعدتهم في استخراج الثبوتيات القانونية اللازمة، وستقدم الأمانة المُساعدة في توفير قروض لدعم العمل وربط أصحاب المحال بفُرص وأسواق جديدة للبيع والتجارة، وتمكينهم من مواءمة منتجاتهم لتتماشى مع حركة السوق ومتطلباته ولتأمين مصادر دخل دائمة ومستقلة لأصحاب المشاريع الصغيرة والحرف والدخل المحدود.
وتأتي هذه الخطوة ضمن مسار متكامل لإعادة إحياء كل أسواق مدينة حلب لقديمة، مسارٌ انطلق من سوق السقطية إلى سوق خان الحرير وساحة الفستق حتى إتمام كل الأسواق التي كانت تنبض بالانتاج والنجاح على مدى عقود وقرونٍ ماضية.
المصدر: الأمانة السورية للتنمية