في السنوات الأخيرة، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ مراراً و تكراراً إلى بذل جهود أكبر لتقليل هدر الطعام، و من تصريحاته في هذا المجال، “ظاهرة هدر الطعام مروعة و خطيرة”، وأيضاً “إن كل حبة أرز في صحن الطعام هي ثمرة للعمل الجاد”، و رغم أن إنتاج الحبوب في الصين يتزايد عاماً بعد عام، إلا أن التوجيهات الحكومية تؤكد على ضرورة إدراك خطورة أزمة الأمن الغذائي، و تأثير COVID-19 على هذا المجال الحيوي.
و كان الأمين العام للّجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، شي جين بينغ، قد أكد سابقاً على ضرورة إيقاف الهدر و من تصريحاته الأخيرة في هذا المجال، “واصل حزبنا تحقيق إنجازات كبيرة من خلال العمل الجاد والاجتهاد والادخار” وأيضاً “مع كل طبق أرز، يجب أن تتذكر أن تحضيره ليس بالأمر السهل”.
و يولي الرئيس الصيني أهمية كبيرة دائماً على الأمن الغذائي الصيني و دور العادات الاجتماعية في وقف هدر الطعام والإستفادة القصوى من الإنتاج، ويُعتبر المثال الذي قدمه بنفسه، عندما استضاف ضيوفاً و دبلوماسيين أجانب، خير دليل على تطبيقه للأفكار الإقتصادية التي ينادي بها، عندما تناولوا الطبخ المنزلي الطازج والذي وصلت قيمته إلى 21 يواناً فقط.
و منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، نفذت المناطق والإدارات جميع التعليمات الرئاسية في مجال وقف الهدر، إضافة إلى العديد من الحملات المرافقة لها، كحملة “نظف طبقك”، وضرورة التركيز على تعزيز مفهوم تقدير الغذاء و التحلي بالمسؤولية لمواجهة الهدر.
و يشكل هدر الطعام مصدر قلق عالمي كبير، فوفقاً لتقارير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو”، يُفقد أو يُهدر كل عام حوالي ثلث إجمالي الأغذية المنتجة في العالم، أي ما يقرب من 1.3 مليار طن، في حين لا يزال أكثر من 820 مليون شخص في العالم يعانون من الجوع.
و تقوم الأمم المتحدة بحملات متلاحقة للحد من فقدان الأغذية وهدرها، بهدف تقليل هدر الطعام إلى النصف الكمية المهدرة بحلول عام 2030.