بقلم رئيس التحرير يعرب خيربك
مع اعتقاد البعض بأن الخطوة التركية بتحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد، تطفو أسئلة تاريخية معمرة بانتظار جواب.
ألم تسكت روما سابقاً عن الإحتلال العثماني للقسطنطينية ككنيسة الشرق التي تمثلها روسيا، ألم تكن روما في مواجهة روسيا حتى خلال حربها مع العثمانيين، ليكون الجواب أقرب، نتسائل مجدداً، ألم يكن الغرب شامتاً بروسيا في معركتها مع المغول، مع أن روسيا هي من أنقذ أوروبا من المغول أولاً، وبعدها هل يمكنك إنكار أن روسيا هي من أنقذ العالم من النازية التي كان الغرب ضد روسيا فيها، ثم أن روسيا التي كان لها الفضل الأكبر بضرب العثمانية، إلا أن العالم عندما أعطى الإستقلال لمناطق الإمبراطورية، لم يتم إعطاء القسطنطينية أي اهمية من قبل الغرب.
واليوم يمعن العثماني بإذلال روسيا وسط اعتقاد “فسابكة النصف كم” أن روسيا وتركيا حلفاء.
يا صديقي العداء التركي الروسي في وجهه الآخر كعداء الغرب لروسيا، وهو أكثر عمقاً و أزليةً من أي تاريخ، والحرب قديمة مستجدة، والأهم أن الغرب الذي دعم العثمانية ضد كنيسة الشرق الروسية، هو ذاته من يقف خلف قطعان داعش التي تواجهها روسيا في سوريا.
ولكن الحرب اليوم تختلف كثيرا، لأن روسيا اليوم تستند إلى تنين صيني، مزق قمقمه المليء بالعقوبات التي خلفتها ضربات الغرب وحرب الأفيون والإذلال البريطانية التي يكملها الأمريكي، ويصل بينهم أبناء إمبراطورية فارسية سبق ودفعت ثمن انبطاحها للغرب منذ سقوط طريق الحرير و ولادة الشاه، و عادت اليوم تمزق قمقمها هي الأخرى بعد ضربات عميقة في جوهرها للكيان الصهيوني و لقلاع الغرب في الخليج، و فتحها لطريق الحرير الذي سيضع الصين على شواطئ المتوسط الدافئة المشرفة على أوروبا.
ولمن قرأ التاريخ والمستقبل فإن الشام هي مفتاح ذلك الطريق وذلك الفجر المنتظر.
لذلك ليقوى أملكم بنصر لم ولن تكون سوريا إلا بوصلته الإنسانية الحضارية.
ولكن هذا الإنتصار دونه اليوم معرفة موقع سوريا في هذه الملحمة التاريخية، والتي أدركتها روسيا وإيران، ونحن بإنتظار إنقشاع الخوف المتجذّر وعياً في الصين لتراها هي الأخرى.