ما صرحه به وزير دفاع “إسرائيل” يوآف غالانت، يعكس غباء استراتيجي دون مبالغة أو تهجم رغم العداوة، لآنه استثنى الكثير من النقاط الهامة من حساباتهم الاستراتيجية، منها فرضيات رد الفعل المضاد، حيث حسب الوزير” تخطط لعملية “ثلاثية المراحل”؛ الأولى بدأت بقصف جوي كثيف، وسيستمر مع العمليات البرية التي تستهدف “تحييد الإرهابيين وتدمير البنية التحتية لحماس”، وستشمل المرحلة الثانية تدمير أي مقاومة متبقية، وستليها المرحلة النهائية، وهي إنشاء منطقة عازلة كبيرة حول غزة. ومع هزيمة حماس وفق هذا السيناريو، سيُفصل القطاع عن إسرائيل، ومن المفترض أن يصبح مسؤولية المجتمع الدولي، ومنها توفير الطاقة والمياه والغذاء وغيرها من الاحتياجات.
1. عزل القطاع خارج الإرادة الإسرائيلية يؤدي للخفض الرقابة في ظل عجزهم عن المقاومة وبالتالي سهولة استقدام الاسلحة والامدادات الخاصة.
2. إثار الضغط الشعبي الدولي جراء قتل آلاف من الفلسطينيين بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المصابين.
3. تطبيق سياسات الاحتواء الديمغرافي والاقتطاع الجغرافي لأن خطتهم تقضي بحال النجاح حصر الفلسطينيين بغزة في منطقة أصغر بكثير، وأن يُخضعوا لمراقبة مكثفة، وهذه مظاهر تهويد فلسطين بعينها وإذا نجحت مشكلة.
4. استعداد عشرات الآلاف من الشباب الفلسطينيين الغاضبين للانضمام إلى الحركة جراء ما شاهدوه من قمع وقتل وعنف مدعوم دولي وخذلان عربي، واقتناعهم بالعمل المسلح كوسيلة حتمية للتحرير واستعادة الارض خصوصاً أنه في مراحل تاريخية سابقة كانت قيادة حماس مقتنعة بالعمل السياسي الذي لا يجدي نفعا مع اسرائيل، وكان لها وقفة مع أوسلو اللعين، واليوم تصوب مسارها التاريخي على الصعد كافة.
5. بالنسبة للضفة الغربية وبغض النظر عن تشكيلة المستوطنين الإسرائيليين التي تضم مزيجا قويا من القومية المتطرفة والأصولية الدينية ، ومتوسعين بشكل واسع، فإنهم لقمة سائغة للمقاومة لأن المستوطن الاسرائيلي اللقيط من هنا وهناك أثبت ان عنصر ديمغرافي للإحلال بدل العنصر العربي ولكن بالمقابل هم نقطة ضعف في جسد اسرائيل، والاحداث دليل كاف إذا أن صاروخ واحد كفيل بإحداث اضطراب امني في أوساطهم، ولو فتجت اسرائيل المطارات منذ بداية الاحداث لهم لما تبقى إلا القليل.
6. نقطة أخرى : الثقل الديمغرافي المضاد، والحديث عن الضفة الغربية ذاتها حيث يوجد قسم عربي يقابل الثقل الاسرائيلي بل اشد شراسة وتمسكا بالتراب وإن قلت حيلتهم….
7. استبعاد المخطط العسكري والاستخباراتي الإسرائيلي من حساباتهم امكانية نقل مراكز الصراع معهم من منطقة إلى أخرى كالضفة الغربية، وهذ غباء استراتيجي له ارتداداته الانعكاسية على الحبيب والعدو.
8. من حسن حظ “اسرائيل” أن حلفائها موثوقين بينما حلفاء فلسطين على الصعيد الدولي مفقود منهم الأمل ولا يرجى نفعاً سوى الجعجعة والشعارات الكاذبة، وأي قرار مصيري بخصوص مسار الحرب الراهنة مرتبط ليس بإسرائيل بل يتوقف على الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي.
خلاصة، كم أتمنى أن تقع اسرائيل بالمزيد من الاخطاء الاستراتيجية التي تكبدهم خسائر فادحة انتقاما لشهداء الكلية الحربية والجيش القومي الاسلامي العربي السوري، وشهداء فلسطين أطفال ونساء وأبرياء ، ومن تأخذ فصائل المقاومة حذرها وتنقل مراكز القصف وساحات المواجهة من باب توزيع مراكز الثقل، وأن يكون استهداف البنية التحتية الاسرائيلية ومناطقها الحساسة العسكرية والامنية تحت مرمى صواريخها، فالعبرة والحقيقة التاريخية قالها القائد المفدى حافظ الأسد: “ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”.، ولا نكذب على أنفسنا القوة أساس كل شيء وعنوانه يردفها العقل ذو الافق البعيد المدى.
ساعود جمال ساعود