استضافت صالة الفيحاء مساء الأمس ثاني مباريات الفاينال فور لسيدات كرة السلة بين ناديي الثورة ونادي الوحدة وتمكنت سيدات الثورة من حسم اللقاء بفارق ٧ نقاط وبنتيجة ٧٨/٨٥.
وفي تصريح خاص لموقع مرصد طريق الحرير قال المدرب الوطني هلال دجاني:”أن المباراة خالفت كل التوقعات فرغم أنها بين متصدر الدوري الذي انتهى قبل أسبوعين الثورة ضد الوحدة الرابع بالترتيب والذي اعتبر وصوله الى هذا المركز ودخوله مرحلة النهائيات شبه مفاجأة، قياسا على صغر أعمار لاعبات الفريق وحداثة عهدهن بدوري السيدات باستثناء الدولية المخضرمة رشا سكران بينما في الجانب الآخر يمتلك الثورة لاعبات الخبرة ونجمات الدوري اللواتي يلعبن معه منذ سنوات طويلة مما يوحي أن المباراة ستصب في مصلحة الثورة بنسبة 80%”.
لكن ظهرت عدة أمور جعلت المباراة تسير بمنحى مخالف فإذا كان من الوارد أن تحصل المفاجآت في المباريات الرياضية على مستوى النتيجة إلا أنه مالم يكن متوقعا هو صورة الأداء الذي قدمته لاعبات الوحدة هجوميا ودفاعيا.وعلو مستوى لاعبته الأمريكية التي قدمت عرضا فنيا ومهاريا كبيرا وضبطت ايقاع الفريق بقيادتها ، مما حرر لاعبات الوحدة وشتت دفاع الثورة وارتفعت نسبة التسجيل من الهجوم السريع ،والذي ساعد عليه سيطرة الوحدة على الكرات المرتدة الدفاعية من أسمى ورشا وبيرو ليتراوح الفارق في مراحل الربعين الأول والثاني من 6 – 12 نقطة لمصلحة الوحدة وينتهي الربع الثاني بفارق 8 نقاط 44 – 52
في الربع الثالث بدأ هذا المنحنى بالتحول عندما لجأ الثورة الى الضغط الدفاعي على أجنبية الوحدة فلعب بأربعة لاعبات دفاع منطقة و لاعبة لمراقبة الأمريكية (بوكس آند ون) فاستطاع الحد من خطورتها وساعد على ذلك قلة الخبرة لدى سيدات الوحدة اللواتي تسرعن بإنهاء العديد من الهجمات دون محاولة التعاون مع نجمته الأمريكية عليا، والتي قل منسوب لياقتها عن الربعين الأول والثاني وبالتالي قلت نسبة التسديد لديها من خارج القوس ومن الرميات الحرة مما ساعد الثورة على تعديل النتيجة 68 – 67 .
في الربع الرابع دانت السيطرة الهجومية للاعبات الثورة فأرهق دفاع الوحدة بتمرير الكرة والتسديد من خارج القوس من قبل سيدرا واليسيا وزينة مستغلين انشغال الوحدة بإغلاق منطقة تحت السلة أمام لاعبة ارتكاز الثورة العملاقة التونسية سلمى، ومن ثم استفادوا من ارتفاع عدد الأخطاء الشخصية على الوحدة ، فاستغلوا قوة وطول التونسية تحت السلة بالتسجيل، لتميل الكفة في النهاية لمصلحتهم وتنتهي المباراة بفوز الثورة 85 – 78
لقد ساعد على تحقيق هذا السكور العالي للفريقين ارتفاع نسبة الهجوم السريع وخاصة من جانب الوحدة قابله البطئ بالارتداد الدفاعي عند الثورة ، بينما كان هناك عدد كثيف من محاولات التسديد عند الفريقين، نتج عنه تسجيل عدد كبير من الثلاثيات.
كل هذا رفع معدلات التسجيل عن المعتاد في مباريات السيدات فانعكس على المستوى الفني للمباراة التي حفلت باللمحات الفنية من لاعبات الفريقين فكانت الاثارة حاضرة حتى اللحظات الأخيرة
يحسب للوحدة هذا التطور السريع بفريقه ولاعباته الصاعدات وبمجهود مدربته الخبيرة اليزابيت سيمون كما يحسب للثورة خبرة لاعباته وتنويع مدربه عبدالله كمونة لطرق الدفاع للحد من خطورة أجنبية الوحدة واستغلال لاعباته لفقدان تركيز الوحدة في بعض المراحل لتحويل مجرى المباراة لصالحهم.
باسم بدران