يتمتع عام 2020 بأهمية خاصة لدى جميع الصينيين، حيث تنبع الفرادة التي ترتبط بهذا العام من عبارة صينية، كُنّيت به منذ بدايته و هي “حياة رغيدة و متواضعة”، و هي عبارة تحمل الرؤية طويلة المدى للأمة الصينية لآلاف السنين و ترتبط بـ “وعد تحقيق السعادة” الذي قطعه الحزب الشيوعي الصيني، لجميع الصينيين مطلع العام.
و في التعبيرات الشعبية المتداولة والشعر الكلاسيكي، تُعتبر هذه المرة الأولى التي يتم فيها اقتراح مفهوم “حياة رغيدة و متواضعة” عوضاً عن المفاهيم الأكثر بذخ مادي، ليكون المصطلح الجديد محركاً للكتابات الأدبية والشعرية، التي تم تداولها في العديد من الأدبيات والمقالات التي ركزت على عبارة: “لقد عمل الناس بجد و الآن يستحقون حياة مزدهرة”، ما يشير إلى أن الناس الذين سئموا من تكريس أنفسهم لكسب الرزق، بات بإمكانهم الإستراحة للإستمتاع بالحياة، معتمدين على السلوك الجمعي الذي كرسه الحزب الشيوعي الصيني، لتحقيق السعادة على مستوى البلاد.
و منذ بداية ظهور “الشعر الكلاسيكي” قبل ألفي عام، استخدم الصينيون مفهوم “الحياة المتواضعة و الثرية” لتجسيد الشوق الكبير لوفرة الطعام والملابس، والعيش والعمل بسلام وفرح، لكن آخر 100 عام، وبسبب الحروب المستمرة، كانت الحياة الثرية والفارهة لا تزال تُعتبر رفاهية في أذهان الكثير من الصينيين، بسبب قلة الموادر وتضرر مصادرها في الصراعات.
و استخدم الشيوعيون الصينيون سابقاً مصطلح “حياة ميسورة و متواضعة” لتجسيد ضرورة العمل اليومي، حيث لاقى هذا المصطلح قبولاً شعبياً واسعاً على مدى القرون، وبشكل أو بآخر لا تزال معانيه مستمرة ولكن بصيغ أكثر عصرية.