كتب الباحث ديريك ليف في معهد الأمن القومي الإسرائيلي حول تصاعد معاداة السامية تتزايد وسط الشباب الأمريكي، حيث سجّلت شبكة المجتمع الآمن (SCN) في الشهر الماضي 94 حادثة معاداة السامية (شكل من أشكال التعصب والكراهية ضد اليهود) في الكليات والجامعات في الولايات المتحدة، مما جعل أكتوبر 2023 الشهر الذي سجل فيه أكبر عدد من هذه الحوادث على الإطلاق. لاحظ بعض أعضاء هيئة التدريس والموظفين من الجامعات الأمريكية البارزة أنه في الأيام الثلاثة التالية لهجوم حماس في 7 أكتوبر، كانت هناك “حالات واضحة للغاية لمعاداة السامية. “
أن الهدف من أعمال الكراهية هذه هو إضعاف الطلاب اليهود والمؤسسات اليهودية في الحرم الجامعي. إنهم يريدون أن يشعر الطلاب اليهود بأنهم غير مرحب بهم وغير آمنين في حرم جامعتهم.
ولقد أقترح الكاتب لجعل الوجود اليهودي أقوى في الجامعات تعزيز وجودهم سواء من خلال التحاق الطلاب اليهود وزيادة استثمار المؤسسات اليهودية في المراكز الإسرائيلية في الحرم الجامعي، ستكون هذه أفضل طريقة لضمان شعور الطلاب اليهود بالأمان في الحرم الجامعي، ولضمان حياة يهودية قابلة للحياة في الجامعات الأمريكية في المستقبل.
وبالتعقيب على ما سبق، من الجدير بالذكر أن العديد من الدراسات التي أجرتها أجرتها رابطة مكافحة التشهير (ADL) أن 63% من الشباب الأمريكيين، سمعوا أو رأوا تصريحات معادية لليهود في وسائل التواصل الاجتماعي، وفي عام 2022، شهدت الولايات المتحدة زيادة بنسبة 38% في عدد حوادث الكراهية ضد اليهود.
هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى زيادة كراهية اليهود داخل أوساط الشباب الأمريكي، انتشار الصور النمطية المعادية لليهود في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، على أنهم أقوياء ومخادعين وأغنياء ولهم سيطرة على العالم. هذه الصور النمطية يمكن أن تشجع الناس على تطوير مشاعر الكراهية تجاه اليهود.
إضافة إلى الخرق الإعلامي الذي أحدثته الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي تشهد لأول مرة كسر الصورة الراسخة والنمطية التي كرسها الاعلام الغربي والحليف له، والتزوير والتحريف وحجب الحقائق، والخرق الذي قام بدور الاعلام المضاد وناصر القضية الفلسطينية عبر شبكة التلفزيونات والمراسلين والتطور التكنولوجي الرهيب على صعيد الهواتف الذكية الذي حول المواطن العادي إلى مراسل حربي، وتعدد مواقع التواصل الاجتماعي، والنشر الأفقي والعمودي لمجريات الأحداث، والخرق للجاليات العربية والإسلامية داخل المجتمعات الأوربية والمعادية للفلسطينيين خاصة، إضافة إلى قيام الدول الكبرى في مجلس الأمن الصين وروسيا بتدويل الحدث فوراً واعتباره قطع زمني مميز عن غيره من تاريخ القضية الفلسطينية، واتساع رقعة الاحداث عسكريا بالشاكلة التي أوحت بالاقتراب من حافة حرب إقليمية أو دولية ، والتطور الرهيب الذي طرأ على تكتيكات وسلاح حماس، وغيرها من المخاوف التي جعلت العالم يركز هذا الحدث بشكل مركزي، غسل فيها الأدمغة عن كثير من الأحداث الداخلية والخارجية.