مع عودة شركة سكر سلحب للعمل، هذا الإنجاز العظيم الذي يعد نصراً بحد ذاته، وعودة محصول الشوندر السكري للزراعة بمساحات كبيرة في سهل الغاب، هذه الفرحة التي طوت أحزان المزارع السوري في ريف حماه لسنوات، عادت وعاد معها مخاطر التلوث البيئي لمجرى النهر وسريره والذي تجلى بموت الأحياء المائية، فيه وتضرر وتلوث المزروعات والتربة الزراعية بفعل مياه الصرف لمعمل السكر الضاره والمدمره للبيئة .
أقلع المعمل بعد جهد ونشاط وعمل جاد اقلع بالعمل رغم تأخر البذار، والظروف الجوية هذا العام، وتكاليف الإنتاج المرتفعة، علاوة على دخول الموضوع البيئي على قائمة التكاليف والتي تعتبر وبرأيي أكبر وأخطر ضريبة أو خسارة، والموضوع وما فيه على لسان بعض شرائح الفلاحين في منطقة سهل الغاب يمكن تلخيصه بالآتي : (( يعلم المتابع لحادثة تسمم مجرى نهر العاصي أنّ كل عنصر من العناصر السامة الموجود في الماء يتضاعف اضعاف مضاعفة بترسبه في النبات الذي يروى من هذه المياه، وأن هذا العنصر يتركز بنسب أعلى في جسم الانسان ومنتجات الثروة الحيوانية (الحليب واللحم )، والتي تتغذى على هذه المحاصيل ومخلفاتها، والتي تعود للتضاعف في جسم الإنسان في حال استهلاكها مسببة العديد من الأمراض كالأورام وأمراض الدم والكبد والكلى، عدا عن الأثر المتبقي للعناصر في التربة وكم من السنوات يلزم لتنظيف الأراضي المحيطة بمجرى النهر والتي تروى منه من هذه العناصر، علماً أن الخضراوات والمحالصيل المزروعة حول النهر تنتشر وتسووق في جميع الأسواق المنتشرة في المنطقة)).
على الرغم من الجهود التي بذلها بعض أعيان المنطقة ومطالباتهم المتكررة بمكافحة ظاهرة التلوث المائي وما نجم عنها إلا أنّها لم تلقى أي آذان صاغية رجم ترجمتها لأوجاع المزارع السورية رغم منطقيتها وقابليتها للتطبيق، ومنهم عضو مجلس الشعب السابق السيد محمد جغيلي أحد أعيان المنطقة المخلصين لقسمهم وقضيتهم؛ الذي طالب منذ سنوات ما قبل الحرب بإنشاء محطة معالجه لمنصرفات شركة سكر سلحب والتي تسببت بدمار البيئة الحيوية لسرير مجرى نهر العاصي، وتلوث التربة للأراضي التي تروى من مياه النهر ابتداء من مصبها غرب سدة العشارنه، وحتى آخر مجرى النهر ودخولها ادلب وكانت تزداد خطورة هذه المنصرفات مع توقف التغذية لمجرى النهر من سد محرده، حيث كانت تتم مخاطبة من قبله بصفته الرسمية كعضو للمكتب التنفيذي لقطاع الزراعة والري بحماه وزارة الري لإرسال طلقات المياه لتخفيف الآثار السمية لها على النبات والحيوان.
شرح عضو مجلس الشعب السابق السيد محمد جغيلي على صفحة الشخصية على موقع الفيس بوك موضحاً ما يلي: “عندما أقرت وزارة الموارد المائية تنفيذ محطة معالجه إقليمية للصرف الصحي لمنطقة سلحب وريفها، وبعد اقتراحه للموقع المناسب الذي يكفل حسب الدراسة التي أجروها حينها تحقيق غرضين معاً: معالجة مياه الصرف الصحي لسلحب، وجوارها ومعالجة منصرفات معمل سكر سلحب معا، وإطلاق المياه النظيفة المعالجة الناتجه في مجرى العاصي وقناة ج١ المجاورة لها لاستخدامها في ري المحاصيل”.
يقول السيد محمد جغيلي : ” ورفع المحضر للجهات المعنية بالحكومة، واستمرت المطالبة بتنفيذ هذا المشروع الهام والضروري سنوات، وحتى عندما كنت عضواً في مجلس الشعب، ونائباً لرئيس اللجنة الزراعية بالمجلس، ولتاريخه لم يبدأ تنفيذ هذه المحطة .
بالنتيجة نقلاً عن لسان العديد من الفلاحين لا سيما المالكين للأراض الزراعية على ضفاف نهر العاصي والمعروفة بخصوبتها الشديدة، ونقلاً عن المختصين في الهندسة الزراعية والعاملين في مجال البحوث الزراعية من أبناء منطقة الغاب لكونهم قريبين من أمكنة العمل، وعلى إطلاع بالمحاذير الإيجابية والسلبية على حد سواء أكثر من غيرهم، فإن مطالبهم قد أجمعت على ما يلي:
(يرجى أخذ الأمر بمستوى المسؤولية ودراسة العناصر الثقيلة والسامة الموجودة في النهر وتقييم الضرر المباشر والمتراكم لها، والعمل من قبل الكادر الحكومي المختص على إيجاد حلول لهذه المشكلة البيئية الخطيرة على واقع ومستقبل الأرض والبشر في سهل الغاب ذو الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لسورية، والقابل للتطوير أضعاف ما هو عليه اليوم في حال تم ترشيد السياسات الحكومية لاستثماره ومعالجة مشاكله الي يكابدها الفلاح السورية هنالك في كل موسم).
بقلم ساعود جمال ساعود