تداولت الصحافة الصينية، العديد من الشروحات للخطة الخمسية الجديدة في الصين، و يقدم إليكم طريق الحرير، واحدة من أبرزها، و هي للمحلل wang guan، الذي يسأل، ما هي خطة الصين الخمسية الرابعة عشرة ؟ هل الخطط الخمسية للصين من مخلفات خطط الاقتصاد للعصر الشيوعي ؟ كيف خدمت الخطط السابقة الصين حتى الآن ؟
أصدرت الصين مؤخراً خطة العمل للسنوات الخمس المقبلة، والتي تُعرف باسم الخطة الخمسية الرابعة عشرة، و هذه بعض الأسئلة المتكررة التي يطرحها معجبونا العالميون.
السؤال الأول: هل الخطط الخمسية للصين من مخلفات الاقتصاد المخطط للحقبة الشيوعية ؟
نعم و لا، صحيح أن الصين استعارت النموذج السوفيتي وأطلقت أول خطتها الخمسية في الخمسينيات من القرن الماضي، لكن الدولة حينها قررت من خلال هذه الخطط، دعم جوانب الاقتصاد، من حيث الإنتاج و كيفية الإنتاج، كم و بأي معدل، كما تم الإعلان عن أهداف محددة حينها، و أحياناً لم يتم تحقيقها، بشكل كامل، ومن أسباب هذا التراجع، أن الصناعات كانت مملوكة كلياً للحكومة، و كل الناس تقريباً كانوا يعملون في القطاع العام.
اليوم الأمور مختلفة، 84 في المائة من الشركات في الصين مملوكة للقطاع الخاص و 80 في المائة من الوظائف الصينية تم إنشاؤها بواسطة القطاع الخاص.
إن السوق هو أهم لاعب في تخصيص الموارد، لذلك، تركز الخطط الخمسية بشكل أكبر على تحديد المجالات ذات الأولوية التي توضح الإتجاه الذي تسير به الدولة، بدلاً من مسار مفصل حول كيفية الوصول إلى هناك، وفقاً للخطط السابقة
السؤال 2: هل نجحت الخطط المذكورة أعلاه ؟
في السنوات الخمس الماضية، انخفض تركيز PM2.5، وهي جزيئات عائمة صغيرة تلحق الضرر بالرئتين، بنسبة تصل إلى 50 في المائة في مدن كثيرة منها بكين.
و بالنسبة للجزء الأكبر، نعم، لكن في الإدراك المتأخر، لم تكن كل الأهداف تستحق العناء، و كان ثمن تعلم هذا باهظاً.
حيث ساهمت الخطة الخمسية الثانية، على سبيل المثال، في القفزة العظيمة للأمام، و التي أعادت توزيع الملايين من عمال المزارع في الصناعة، إلا أنها تسببت في انخفاض كبير في إنتاج الغذاء، ما أدى إلى مجاعة هائلة في جميع أنحاء البلاد.
لكن مع الدروس المستفادة، نجحت العديد من الخطط في العقود الأخيرة، آخرها، الخطة الخمسية الثالثة عشر، والتي جعلت بكين تتخذ من تحسين البيئة أولوية، بعد أن كانت صور الضباب الدخاني و تلوث الهواء الخانق في المدن الصينية تملئ العالم.
مثال آخر، قبل خمس سنوات، أعطت بكين الأولوية أيضاً “لإيجاد محركات جديدة للنمو”، بعد خمس سنوات، تم إيجاد سلسلة من السياسات الداعمة، حيث تمكن الاقتصاد الرقمي للبلاد، من صناعة 36 تريليون يوان، ما يمثل 36 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للصين.
واليوم، لا يستطيع معظم الصينيين تذكر آخر مرة حملوا فيها محفظة، لأنهم أصبحوا يستخدمون هواتفهم لدفع ثمن أي شيء، من فواتير الطعام و الخدمات العامة و ركوب المترو، فوفقاً لتقرير صادر عن Mckinsey، تُقدّر قيمة معاملات التجارة الإلكترونية في الصين بأنها أكبر من قيمة معاملات التجارة الإلكترونية في ألمانيا، اليابان، المملكة المتحدة و الولايات المتحدة مجتمعة.
السؤال 3: ما هي أحدث خطة خمسية ؟
الكلمة الأساسية الأولى هي “التداول المزدوج”، فسر البعض هذا على أنه يعني أن بكين تدير ظهرها للعالم الخارجي، لكن هذا ليس ما تقوله الخطة.
تقول الخطة إن السياسات يجب أن تساعد في إطلاق العنان للإمكانات الكاملة للسوق المحلي، ما يسهل على الشركات توفير سلع و خدمات عالية الجودة لتحفيز الطلب المحلي بشكل أفضل.
و في الوقت نفسه، وعدت بكين بمزيد من التسهيلات للمستثمرين الأجانب، كما شجعت الشركات الصينية على زيادة التجارة مع العالم الخارجي، لأن بكين تريد “أن تكون على خدماتها موجودة على نطاق أوسع، في المزيد من القطاعات و على مستوى أعمق”.
الكلمة الرئيسية الثانية هي “الابتكار”، و التي ورد ذكرها 47 مرة في مسودة الاقتراح، والتي تضع الابتكار في قلب الخطط المستقبلية للصين.
تقول بكين إنها ستسعى جاهدة لتحقيق اختراقات كبيرة في التقنيات الأساسية في المجالات الرئيسية و تصبح رائدة عالمية في الابتكار.
و يتوقع الكثيرون أنه سيكون هناك زخم سياسي أكبر لزيادة الإنفاق في السنوات القادمة في القطاعات الناشئة مثل التكنولوجيا الحيوية و الموصلات و مركبات الطاقة الجديدة.
مجال آخر للتركيز هو النمو الأخضر، في مسودة الاقتراح، لا توجد أهداف مطلوبة بشكل صارم للناتج المحلي الإجمالي، على مدى السنوات الخمس المقبلة، حيث ورد ذكر مصطلح “النمو الأخضر” 19 مرة، في إشارة إلى أن بكين ستواصل تشجيع المسؤولين المحليين على النظر إلى ما وراء الناتج المحلي الإجمالي، كمؤشر أداء رئيسي و بدلاً من ذلك، سيتم التركيز على نماذج النمو منخفضة الكربون والمستدامة والصديقة للبيئة.