من المتوقع أن يتسبب فايروس كورونا المستجد في أسوأ ركود اقتصادي عالمي، منذ الحرب العالمية الثانية. العالم شهد أربعة عشر ركوداً منذ عام 1870م، وقد يكون الآتي هو أسوأها على الإطلاق، حيث من المتوقع هبوط الناتج المحلي الإجمالي للدول لعام 2020 بشكل ملحوظ، وسنشهد انكماشاً واضحاً وكبيراً في حصة الفرد من الناتج الإجمالي، وقد يذكرنا هذا بفترة الكساد العظيم 1929. اقتصاديات الدول الناشئة و الاقتصاديات النامية ستنكمش في 2020 ولأول مرة منذ 60 عاماً، مجموعة كبيرة من الخدمات شهدت توقفاً مفاجئاً بسبب العزل وتفضيلات الإستهلاك وتغير أنماطها. نشاط الخدمات و التجارة العالمية واستهلاك النفط يستمر بالهبوط وبأرقام قياسية . معدل البطالة العالمي سيصل إلى أعلى مستوياته منذ عام 1965 . انخفاض الإنفاق على التجزئة وانخفاض الطلب على النفط مستمر، حيث أكبر هبوط لاستهلاك النفط حدث في عام 1980 – 1982، والآن انخفاض الطلب على النفط بشكل غير مسبوق، مع ارتفاع مخزونات النفط لمستويات كبيرة، ووصول سعر البرميل في شهر آذار 2020 إلى مستويات متدنية لأول مرة في التاريخ . واستمرار ارتفاع أسعار الذهب لتسجل أهداف تاريخية جديدة، نرجح استمرار صعودها، طالما لم يجد حلاً بعد لفايروس كورونا المستجد، وطالما لم يبدأ التغيير الجذري في إصلاح الإقتصاد العالمي .
مع كل ركود اقتصادي يجري بعدها تغيير قد يكون جذرياً في منحى الإقتصاد والسياسة العالمية، وتجري التوقعات و التكهنات حول شكل ونموذج الاقتصاد العالمي القادم .