21 نوفمبر 2022 / شبكة الصين / حظيت الدورة الخامسة لمعرض الصين الدولي للاستيراد، التي اختتمت مؤخرا، بمتابعة قياسية محليا ودوليا، بعد استقباله الضيوف والزوار من أنحاء العالم وإظهاره تصميم الصين على الانفتاح.
وتُعتبر المعروضات الرائعة المتنوعة بمثابة إظهارا مكثفا للابتكارات العلمية والتكنولوجية الحديثة، وعرضا شاملا لمجموعة واسعة من الفرص التجارية، تكشف من زاوية خاصة أيضا خطوات الصين الثابتة والمتمثلة في التمسك بتوسيع الانفتاح ودفع المنفعة المتبادلة والفوز المشترك.
وأشار الرئيس شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، في تقريره المقدم إلى المؤتمر الوطني العشرين، إلى أن الصين تلتزم بسياسة الدولة الأساسية المتمثلة في الانفتاح على العالم الخارجي، وتنتهج بحزم إستراتيجية الانفتاح المتصفة بالمنفعة المتبادلة والفوز المشترك، وتواصل توفير فرص أفضل للعالم من خلال التنمية الصينية الجديدة. كما أكد شي في كلمته خلال افتتاح الدورة الخامسة لمعرض الصين الدولي للاستيراد على ضرورة الاستعانة بالانفتاح لتجاوز مأزق التنمية وحشد قوة التعاون وتوسيع زخم الابتكار والسعي إلى فوائد التقاسم، ودفع العولمة الاقتصادية للمضى قدما إلى الأمام، وزيادة الديناميكية التنموية لدول العالم أجمع، وجعل مزيد من نتائج التنمية تعود بالخير على شعوب دول العالم على نحو أكثر إنصافا.
ويُعتبر معرض الصين الدولي للاستيراد، الذي أصبح الأفضل في عملية توسيع الصين انفتاحها، صورةً حية لعودة التنمية الصينية بالمنفعة على العالم أجمع بشكل متواصل.
وخلال السنوات الخمس الماضية، شهد معرض الصين الدولي منذ انطلاق دورته الأولى، تحوُّل عدد لا يُحصى من المعروضات إلى سلع، ومزيد من العارضين إلى مستثمرين، والابتكارات العلمية والتكنولوجية إلى أسواق جديدة. كما وفر منصة واسعة للشركات من أنحاء العالم لتقاسم منافع التنمية الصينية.
وخلال الدورات الأربع السابقة من المعرض، أصدرت الشركات والمؤسسات العارضة أكثر من 1500 منتجا وتقنية وخدمة جديدة، وبلغ إجمالي قيمة العقود الأولية أكثر من 270 مليار دولار.
ومن بين الشركات المشاركة في الدورة الخامسة من هذا المعرض، تجاوز عدد الشركات المدرجة في قائمة أقوى 500 شركة في العالم وطليعة القطاعات 280 شركة ومؤسسة. وأصبح هذا المعرض السنوي حدثا تجاريا اقتصاديا عالميا يشهد الترابط بين الصين والأسواق العالمية وتكاملهما في الصناعات وحفزهما المتبادل في مجال الابتكارات وترابطهما من حيث القواعد.
ولا شك أن الصين المنفتحة توفر فرصا للعالم. فعلى مدى السنوات العشر الماضية، ظلت الصين تعمل على دفع تيسير التجارة والاستثمار وتوسيع نطاق وعمق انفتاحها على الخارج على نحو شامل، متمسكة بالاتجاه الصحيح المتمثل في العولمة الاقتصادية، وأدت دورا هاما في دفع التنمية الاقتصادية العالمية.
ومن أجل التغلب على آثار الجائحة ورفع مدى انفتاح المعرض وسعته، طرحت لجنة تنظيم الدورة الخامسة لمعرض الصين الدولي للاستيراد إجراءات داعمة مستهدفة، من ضمنها دفع ديمومة السياسات الداعمة التي تتضمن الخصم الضريبي وتسهيل التخليص الجماركي والسماح بالنفاذ إلى الأسواق بنشاط، وإصدار إجراءات خاصة بخفض رسوم بناء الأجنحة، وزيادة عدد الأجنحة المعفاة من جميع الرسوم للدول الأضعف نموا، وتوجيه الموارد المعنية إلى الشركات المتوسطة والصغيرة الحجم وغيرها، مما يظهر بوضوح أن عزم الصين على توسيع انفتاحها العالي المستوى وتقاسم الفرص التنموية مع العالم ثابت لن يتزعزع.
ولا يمكن أن تتطور الصين بمعزل عن العالم، كما أن العالم يحتاج إلى الصين لتحقيق تنميته. ولا تعتبر الصين شريكة تجارية رئيسية لأكثر من 140 دولة، والأولى عالميا من حيث تجارة السلع فحسب، بل محركا مهما لنمو الاقتصاد العالمي.
وأظهرت بيانات حديثة صادرة عن البنك الدولي أن متوسط معدل مساهمة الصين في نمو الاقتصاد العالمي خلال الفترة ما بين عامي 2013 و2021 بلغ 28.6%، بما يتجاوز مجموعة معدلات مساهمة دول مجموعة السبع.
وفي الوقت الراهن، تتجه الصين لتستهل دخول مرحلة التنمية العالية الجودة، حيث تسرع عجلة إنشاء سوق وطنية موحدة كبيرة، وتعمل بالنشاط على تهيئة بيئة أعمال تتسم بالاستقرار والإنصاف والشفافية وقابلية التوقع. ولا يساعد ذلك في تسيير الدورة الاقتصادية الكبرى المحلية فحسب، بل يسهم في تسهيل التعزيز المتبادل بين الدورتين الاقتصاديتين المحلية والدولية.
وقد أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمته خلال افتتاح الدورة الخامسة لمعرض الصين الدولي للاستيراد إلى أن الصين ستستعد لتشارك مختلف الدول والأطراف فرص السوق الصينية الكبيرة والانفتاح المؤسسي وتعميق التعاون الدولي. وبالنسبة إلى الشركات والمؤسسات العازمة على ايجاد موضع قدم في السوق الصينية، فإن معرض الصين الدولي للاستيراد بمثابة منصة مميزة.
ويُعتبر الانفتاح علامة مميزة للصين المعاصرة، حيث حققت الصين منجزات في التنمية الاقتصادية خلال العقود المنصرمة في ظل ظروف انفتاحها على الخارج، ولا بد لها من مواصلة تنميتها الاقتصادية العالية الجودة في المستقبل في ضوء ظروف أكثر انفتاحا.
ومن المؤكد أن الصين يمكن تحقيق تطورها مع تقديم إسهامات أكبر في التنمية العالمية، طالما تتخذ التنظيم الناجح لمعرض الصين الدولي كـ”فرصة” لتنفيذ الانفتاح على العالم الخارجي بشكل أوسع نطاقا وأفسح مجالا وأعمق بعدا، وإنشاء نظام جديد للاقتصاد المفتوح على مستوى أعلى، والتضامن مع دول العالم لخلق فرص من خلال الانفتاح وتسوية القضايا المستعصية من خلال التعاون وإنماء زخم جديد للتنمية العالمية سويا.